نام کتاب : الفتح القسي في الفتح القدسي = حروب صلاح الدين وفتح بيت المقدس نویسنده : عماد الدين الكاتب جلد : 1 صفحه : 71
من حذر، ولا تحظر سهامها إلا بالخطر. ولا يفطر مرورها إلا مرارات ذوي الفطر. فكم نجم من سسمائها ينقض. وصخر من أرضها يرفض! وجمر من شرارها ينقض! وما شيء كآفات كفاتها، وآيات نكاياتها، ودركات ادراكاتها، ولفتات فلتاتها، وجذبات عذباتها.
فما زالت تقلع بمقالعها، وتقرع بمقارعها. وتمتح بأشطانها. وتمرح في أرسانها.
وتصدم وتهدم، وتصرع وتصدع، وتنهز بدلائها، وتجهز ببلائها، وتحل تركيب الجلاميد بأفراد جلاميدها، وتفل شمل المباني بتفريقها وتبديدها، وتقوص القواعد بضربها من أساسها، وتنقض المعاقد بحذبها في امراسها، وتشفه الموارد بشربها من كأسها. حتى تركت السور سورا، وجعلت الذاب عنه محسورا، وعاد العدو من نظمه المبتور متبورا.
وخرق الخندق وحفز الزحف، وظهر للإسلام الفتح وللكفر الحتف. واخذ النقب، وسهل الصعب. وبذل المجهود، وحصل المقصود. وكمل المراد، وكلم المراد. وثغر الثغر، وأمر الأمر. وأربى الأرب، واستتب السبب. وخاف القوم الوقم، واستعاضوا من الصحة السقم. واسلم البلد وقطع زنار خندقه، وبرز (ابن بارزان) ليأمن من السلطان بموثقه. وطلب الأمان لقومه، وتمنع السلطان وتسامى في سومه. وقال لا أمن لكم ولا أمان وما هوانا إلا أن نديم لكم الهوان. وغدا نملككم قسرا، ونوسعكم قتلا وأسرا. ونسفك من الرجال الدماء، ونسلط على الذرية والنساء السباء. وأبى في تأمينهم إلا الإباء. فتعرضوا للتضرع، وتخوفوا وخوفوا عاقبة التسرع. وقالوا إذا أيسنا من أمانكم؛ وخفنا من سلطانكم؛ وخبنا من إحسانكم؛ وأيقنا أنه لا نجاة ولا نجاح؛ ولا صلح ولا صلاح؛ ولا سلم ولا سلامة، ولا نعمة ولا كرامة، فإنا نستقتل فنقاتل قتال الدم؛ ونقابل الوجود بالعدم. ونقدم إقدام المستشري بالشر، ونقتحم اقتحام المستضري من الضر، ونلقي أنفسنا على النار، ولا نلقى بأيدينا إلى التهلكة والعار. ولا يجرح واحد منا حتى يجرح عشرة. ولا تضمنا يد الفتك حتى ترى أيدينا بالفتك منتشرة. وأنا نحرق الدور ونخرب القبة، ونترك عليكم في سبينا السبة. ونقلع الصخرة، ونوجدكم عليها الحسرة. ونقتل كل من عندنا من اسارى المسلمين وهم ألوف، وقد عرف أن كلا منا من الذل عزوف، وللعز ألوف. وأما الأموال فإنا نعطبها ولا نعطيها، وأما الذراري
فإنا نسارع إلى إعدامها ولا نستبطيها. فأية فائدة لكم في هذا الشح، وكل خسر لكم في هذا الربح، ورب خيبة جاءت من رجاء النجح، ولا يصلح السوء سوى الصلح، ورب مدلج أضله ظلام الليل قبل إسفار الصبح.
فعقد السلطان محضرا للمشورة، واحضر كبراء عساكره المنصورة. وشاورهم في الأمر، وحاورهم في السر والجهر، واستطلع خبايا ضمائرهم واستكشف خفايا
نام کتاب : الفتح القسي في الفتح القدسي = حروب صلاح الدين وفتح بيت المقدس نویسنده : عماد الدين الكاتب جلد : 1 صفحه : 71