نام کتاب : الفتح القسي في الفتح القدسي = حروب صلاح الدين وفتح بيت المقدس نویسنده : عماد الدين الكاتب جلد : 1 صفحه : 70
فيه من الآيات التي أراها الله نبيه، وجعل مسموعنا من فضائله مرئية. ووصف السلطان من خصائصه ومزاياه، ما وثق على استعادة آلائه مواثيقه وآلاياه. واقسم لا يبرح حتى يبر قسمه، ويرفع بأعلاه علمه، وتخطوا إلى زيارة موضع القدم النبوية قدمه. ويصغي إلى صرخة الصخرة، ويبغي بالبشرى بشر أسرة الأسرة.
وسار واثقا بكمال النصرة، وزوال العسرة، وحسر الفرنج قناع الحسرة. ونزل على غربي القدس يوم الأحد خامس عشر رجب، وقلب الكفر قد وجب، وحزب الشرك قد شارف الشجى والشجب، والقدر قد اظهر العجب.
وكان في القدس حينئذ من الفرنج ستون الف مقاتل، من سائف ونابل، وبطل للباطل، وعاس عاسل بالعاسل. قد وقفوا دون البلد يبارزون ويحادزون، ويعاجزون ويناجزون، ويرمون ويدمون، ويحمون ويحمون، ويحتدون ويحتدمون. ويضطرمون. ويذودون ويذبون، ويشبون ويسبون. ويصرخون ويحرضون، ويلهثون ويتغوثون. ويلوذون ويلوبون، ويجولون ويجوبون، ويقدمون ويحجمون، ويتململون ويألمون. ويتعاوون ويتضاعون، ويحترقون للبلايا، ويقترحون المنايا.
وقاتلوا أشد قتال، وناضلوا أحد نضال، ونازلوا أجد نزال. وطافوا بصحاف الصفاح لإرواء الظبا الظماء من ماء الأرواح، وجالوا بالاوجال، وأجالوا قداح
الآجال، وصالوا لقطع الأوصال. والتهموا والتهبوا، وتأشبوا ونشبوا. واستهدفوا للسهام، واستوقفوا للحمام.
وقالوا كل واحد منا بعشرين، وكل عشرة بمائتين. ودون القمامة تقوم القيامة، ولحب سلامتها تقلى السلامة، ودامت الحرب، واستمر الطعن والضرب. فانتقل السلطان يوم الجمعة العشرين من رجب إلى الجانب الشمالي وخيم هنالك، وضيق على الفرنج المسالك، ووسع عليهم المهالك. ونصب المجانيق، ومرى من آفاتها الافاويق. وأصرخ الصخرة بالصخور، وحشر حشر السوء منهم وراء السور. فما عادوا يخرجون من السور الرءوس، إلا ويلقون البوس، واليوم العبوس، ويلقون على الردى النفوس.
فللداوية دوى، وللبارونية من البوار في الهاوية هوى. وللاسبتار تبار، وما للفريرية من الموت فرار. وما بين الحجار المحلقة وبين المرمى إليهم ححاب، وفي كل قلب من الفئتين من نار حرصه التهاب. إذ الوجوه لقبل النصال مكشوفة، والقلوب بالقتال ملهوفة. والأيدي على قوائم السيوف المفتوحة مضمومة، والنفوس لاستبطاء الهمم في الاهتمام مهمومة، وقواعد السور ونواجذ شراريفه بالأحجار الخارجة من الكفات مهدومة مهتومة.
فكأن المجانيق مجانين يرامون، ومناجيد لا يرامون. وجبال تجذبها حبال، ورجال تنجدها رجال. وأمات الدواهي والمنايا، وحوامل تلد البلايا. لا حجر عليها في حجر، ولا أمن عندها
نام کتاب : الفتح القسي في الفتح القدسي = حروب صلاح الدين وفتح بيت المقدس نویسنده : عماد الدين الكاتب جلد : 1 صفحه : 70