responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الفتح القسي في الفتح القدسي = حروب صلاح الدين وفتح بيت المقدس نویسنده : عماد الدين الكاتب    جلد : 1  صفحه : 165
ذكر وقعة تمت يوم الأربعاء سادس شعبان
وركب الفرنج آخر يوم الأربعاء سادس شعبان بأجمعهم، وتقدموا من مواضعهم، واشتاقوا إلى مصرعهم، وفارقوا الحزم في تسرعهم. وخرجوا عن رجالتهم، وتجردوا بخيالتهم. وحملوا على الواقفين من أصحابنا حملة الرجل الواحد، فتحرك الصف الثابت الساكن أمامهم كالبنيان إذا تحلحل من القواعد. وتراجع عنهم المسلمون استدراجا، وملأت الأرض السماء عججا وعجاجا، وزخر بحر الحرب على أمواج أمواجا.
فما قربوا من خيام اليزك؛ إلا وقد اعتكر جو المعترك. وعساكرنا قد أوجفت
عليهم، وزحفت إليهم، وأردتهم بعقابهم، وردتهم على أعقابهم. ووصلت إلى رؤسائهم فقطعت رءوسا، وألحف بأسها ذلك الجمع بوسا، وثنت وجه الكفر عبوسا. وولوا مدبرين، وأدبروا مولين. والجريح بالقتيل عابر عاثر، والذمر الباسل باسم بالموت باشر.
فلما جن الليل رجعت بما جنته الخيل. وبات كل حزب على حرب، وإعداد عدد طعن وضرب. وبات الناس من الجانبين على غاية من التيقظ، وهمة متنبهة للتحفظ. وحراسة وحماية، وسياسة ورعاية.
فلما اصبحوا عادوا إلى عادتهم في اللقاء، وهاجوا بعاديتهم إلى الهيجاء هذا وأبواب البلد مفتوحة، والصدور الظهر إليها مشروحة. والفرنج قد ندموا على ما قدموا. وعدموا بصيرتهم بما صدموا. وعادوا لا يفرطون ولا يتورطون، وينقبضون ولا ينبسطون.

ذكر وفاة حسام الدين طمان
انتقل السلطان ليلة الاثنين حادي عشر الشهر إلى تل العياضية، ليكون منه في الجهة المرضية. فإن هذا التل بازاء تل المصلبة منزلة العدو، وهو مشرف عليهم للعلو. وضربت خيام الميمنة ممتدة إلى البحر، وخيام الميسرة إلى النهر، واتسع مجالنا وضاقت الدائرة على الكفر. وكان الأمير طمان - صاحب الرقة - مريضا، ولم تزل وجوه الأيام الغبر في سبيل الله باحمرار بيضه بيضاء. وهو الحسام الفاضل، والهمام الباسل، والقرم البازل، والندب الحلاحل. والمحترق لحمية الدين، والمقترح لحماية المسلمين.
ولما وافت وفاته؛ وفاته رجاؤه ولم يرج فواته؛ أسف على عمره، وأسى على أمره. وحزن كيف لم يقتل شهيدا، ولم يستشهد في الجهاد سعيدا. وقال: قدموا حصاني حتى أشهد الحرب واستشهد، وأجاهد إلى أن أقتل وأجهد. فإني أرى موتي
على الفراش غبنا، وقد عرفتم مني شجاعة لا جبنا. وتوفي عصر الأربعاء ثالث عشر شعبان؛ وبوأه الله الجنان، وبشر به رضوان.
وكان

نام کتاب : الفتح القسي في الفتح القدسي = حروب صلاح الدين وفتح بيت المقدس نویسنده : عماد الدين الكاتب    جلد : 1  صفحه : 165
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست