نام کتاب : المغول (التتار) بين الانتشار والانكسار نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 96
ـ توسيع الخلافات الداخلية لدى الخصم.
ـ استغلال السرعة وطاقة الاحتمال للمناورة والمفاجأة.
ـ تجنيد الطاقة البشرية المحلية المغلوبة، لتغطية الخسائر في الصفوف وتدثيرها.
ـ احتلال المدن قبل أن تظهر فيها أية مقاومة جدية.
ـ التنسيق الصحيح، وفي حينه، بين مفارز متباعدة.
وهذه الميزات جميعها تؤدي إلى الحفاظ على الطاقة البشرية المحدودة وإلى الانتصار، ولم يقم النجاح العسكري المغولي على كفاءة واحدة، وإنما قام على اشتراك وتعاون من جميع الكفاءات، ولو غير مغولية، كان الصينيون ينتجون مهندسين أفضل/ والأتراك خيالة أسرع، والمسلمون أكثر بطولة، إلا أن المغول كانوا يظهرون جميع إمكانياتهم وخواصهم، المادية والروحية والنفسية، في نموذجية عسكرية صالحة لشعب مكرَّس بكليته للحرب، لقد حول المغول رابطة قبيلة طوعية إلى دولة عسكرية عديدة الأوجه والأدوار، وحافظوا جيوشهم قوية بالانضباط الصارم وافتراس العدو، وكانت الشبكات البريدية ومحطاتها المرحلية تسمح بالاستجابة عاجلاً إلى كل تحد على حدودهم المترامية الأطراف، وكانت استراتيجيتهم ذاتية المنبع، قامت وتطورت، حسب الاستطاعة التكتيكية والإمكانات الاستراتيجية المتاحة لهم [1]. 9 ـ عادات وتقاليد اجتماعية: كان للمغول عادات وتقاليد اجتماعية سار عليها جنكيز خان وأبناؤه من بعده، ونظراً لغربتها وطرافتها، نشير إلى أهمها، لكونها جزء من مقومات المشروع المغولي في عهد جنكيز خان، فمن المعروف عن المغول أنهم كانوا يسكنون الخيام، كما هو المتبع عند البدو، وكانوا يسمون أمكنة إقامتهم في المصايف والمشاتي ((يورث)) أو ((أوردو))، وجرياً على هذه العادة كانوا يختارون أماكن معينة يقضون فيها الصيف، يقال لها ((بيلاق))، وأخرى يمضون فيها الشتاء تسمى ((قيشلاق))، واستمروا يسيرون على هذا التقليد حتى بعد أن فتحوا كثيراً من البلاد المتمدنة، واضطروا إلى سكن العواصم، فكانت لهم أمكنة يقيمون فيها صيفاً وأخرى يقيمون فيها شتاء وهذه الخيام في المصايف والمشاتي، كانت تتخذ صفة المدينة الكبيرة إذ أنه بالإضافة إلى كثرة الخيام والأكواخ، فإن السكان الذين يصحبون الخان، كانوا يمثلون جميع [1] جنكيز خان صـ 174، 175.
نام کتاب : المغول (التتار) بين الانتشار والانكسار نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 96