نام کتاب : المغول (التتار) بين الانتشار والانكسار نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 78
النصوص الجائرة تكشف لنا عن روح هذا المجتمع التعاوني الشاذ الذي يحرم الإنسان نتيجة سعيه وكفاحه [1].
ـ الإباحية: ودعت الياسا إلى الإباحية إذا ألزمت التتار عند رأس كل سنة بعرض سائر بناتهم الأبكار على السلطان ليختار منهن لنفسه ولأولاده وفي هذا هدم لكيان الأسرة التي هي عماد الاستقرار [2].
ـ أكل المحرحمات: والحقيقة أن كثيراً من عادات المغول وطباعهم كانت تدعو إلى الاشمئزاز، وتثير في نفوس المسلمين النفور، والكراهية لمنافاتها لتعاليمهم، فكانوا على استعداد لأن يأكلوا كل ما حرمه الإسلام، بل انهم لا يتورعون عن أكل الحيوانات الدنسة وكانوا يكرهون الاستحمام والاغتسال، وحرموا غسل الأيدي والثياب في المياه الجارية، ولذلك كانوا يتركون الثياب حتى تبلى ومن خالف هذه التعليمات اعتبر مجرماً خارجاً على القانون وعقوبته الإعدام، كذلك اعتبروا ذبح الحيوان بقطع حلقه من الجرائم التي لا تغتفر أيضاً، فحرموا على المسلمين ذبح حيواناتهم وفقاً للطريقة التي أجازها الشرع واستعاضوا عن ذلك بطريقتهم الوحشية الخاصة التي تقوم على تعذيب الحيوان، دون أن تأخذهم به شفقة ولا رحمة، فكانوا يشقون بطن الحيوان، ثم يمدون أيديهم إلى جوفه، فإذا وصلوا إلى قلبه امسكوه ونزعوه من مكانه [3].
س ـ تأثر مسلمي المغول بالياسا: يقول القلقشندي: ثم الذي كان عليه جنكيز خان في التدين، وجرى عليه أعقابه بعده، الجري على منهاج ياسة التي قررها، وهي قوانين ضمنها من عقله وقررها من ذهنه، رتب فيها أحكاماً وحدد فيها حدوداً ربما وافق القليل منها الشريعة المحمدية وأكثرها مخالف لذلك وسماها الياسة الكبرى وقد اكتتبها وأمر أن تجعل في خزائنه توراث عنه في أعقابه، وأن يتعلمها صغار أهل بيته ... إلى غير ذلك من الأمور التي رتبها مما هم دائنون به الآن، وربما دان به من تحلى بحلية الإسلام من ملوكهم [4]. إن ما صرح به القلقشندي من أنه ربما دان بالباسا من تحلى بحلية الإسلام، ليطابق الحقائق التاريخية تمام [1] المغول للصياد صـ346. [2] العرب والتتار صـ 32 ـ 33، المغول للصياد صـ 346. [3] تاريخ الأدب في إيران، الترجمة العربية صـ 561. [4] صبح الاعشى (4/ 310 ـ 311)، المغول للصياد صـ 347.
نام کتاب : المغول (التتار) بين الانتشار والانكسار نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 78