نام کتاب : المغول (التتار) بين الانتشار والانكسار نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 402
وتفصيل كل شيء وهدى ورحمة لقوم يؤمنون" "يوسف، آية:111".
سابعاً: نتائج وآثار معركة عين جالوت:
ترتب على انتصار المسلمين على المغول في معركة عين جالوت نتائج وآثار كثيرة منها:
1 ـ تحرير بلاد الشام من المغول: كان لوصول خبر انتصار الإسلام في عين جالوت أثر على أهل دمشق وهرب نواب التتار وأصبحت دمشق بدون حكومة لضبط الأمن، وما قام به المسلمون في دمشق من قتل الخونة والعملاء ومن كاد للإسلام وللمسلمين أثناء وجود حكم التتار للمدينة، لم يكن عملاً متطرفاً أو تعصباً ضد النصارى أو اليهود، بدليل أن العقوبات الشعبية لحقت بكل العناصر حتى المسلمين وكما قال المقريزي: ثار أهل دمشق بجماعة من المسلمين كانوا من أعوان التتار وقتلوهم [1]، وهذا دليل على أن ثورة المسلمين كانت ضد الخونة ومن تعاون مع الأعداء وهذا الأمرمن حق المسلمين تأديب من بغى على أهل الإسلام، وبالفعل تمّ تطهير دمشق من المغول واذنابهم والخونة معهم، وواصل الأمير بيبرس البندقداري مطاردة فلول التتار بعد عين جالوت، واستمر المسلمين في تطهير بلاد الشام وفلسطين وشرق تركيا من المغول، ولم يُسمع عن التتار في هذه المنطقة لعشرات السنين، بعد ذلك واختفى القهر والظلم والبطش والتشريد، وأمن الناس على أرواحهم وأموالهم وأرضهم وأعراضهم [2]. 2 ـ تحقق الوحدة بين الشام ومصر: ومن أهم نتائج هذه المعركة، إعادة الوحدة بين شطري الجبهة الإسلامية، مصر وبلاد الشام، وهي الوحدة التي تعرضت لمحنة التمزق والانقسام منذ مقتل الملك المعظم تورانشاه في المحرم سنة 648هـ والمعلومات التاريخية تفيد أن المظفر قطز كان يدرك أن انتصار المسلمين في عين جالوت لن يؤتي ثماره إلا بتحرير الشام من سيطرة المغول، ومن ثم فإنه جعل هذه الغاية شغله الشاغل، فبمجرد أن تحقق له النصر في عين جالوت، بعث برسالة عاجلة إلى أهل دمشق، يخبرهم ويطمئنهم، وبذل جهده في توحيد الشام بمصر [3]، وعادت الوحدة من جديد وليس ثمة غير الوحدة من طريق في [1] الجهاد الإسلامي ضد الصليبيين والمغول د. فايد صـ122،123. [2] قصة التتار صـ 345، التتار والمغول د. محمود السيد صـ132. [3] الجبهة الإسلامية د. حامد غنيم صـ 424، دراسات في تاريخ الايوبيين والمماليك د. نعمان جبران صـ278.
نام کتاب : المغول (التتار) بين الانتشار والانكسار نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 402