نام کتاب : المغول (التتار) بين الانتشار والانكسار نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 401
فإن الذي يهمنا قوله هو أن ذلك الحدث المفاجيء كان تحولاً خطيراً، غير مجرى سياسة المغول التوسعية التي جعلت هولاكو لم يعد إلى فارس بمفرده، بل عاد ومعه جموع من عساكره [1]، وهذا مما ساهم في تحقيق النصر في معركة عين جالوت.
13 ـ سنة الله في أخذ الظالمين والطغاة:
قال تعالى:"ولا تحسبن الله غافلاً عما يعمل الظالمون" "ابراهيم، آية: 1" وقال تعالى:"إن ربك لبالمرصاد" "الفجر، آية:14" إن الله يملي للظالم حتى إذا أخذه لم يفلته، لقد عاش التتار في الأرض فساداً، وتحقق لهم الفوز في غالب معاركهم، واجتاحوا الشرق بأكمله، وتصوروا بعد أن سقطت الشام أمام جحافلهم، أنه ليس أمامهم إلا مصر وبعدها يكونون قد ملكوا أزمة الأمور [2]، وقد انتابهم غرور عظيم مع ظلم وطغيان وأنذر إلى ما جاء في رسالتهم لقطز: .. فنحن لا نرحم من بكى، ولا نرفق لمن أشتكى، وقتلنا معظم العباد فعليكم بالهرب، وعلينا الطلب فأي أرض تأويكم، وأي طريق تنجيكم وأي بلاد تحميكم؟ فما من سيوفنا خلاص، ولا من مهابتنا مناص، فخيولنا سوابق، وسهامنا خوارق، وسيوفنا صواعق، وقلوبنا كالجبال وعددنا كالرمال، فالحصون لدينا لا تمنع والعساكر لقتالنا لا تنفع ودعاؤكم علينا لا يسمع [3]. وهذا يعني الغرور الذي لاحد، وحان وقت الخلاص منهم بقدرة السميع العليم وأراد أن تكون هزيمتهم بل مصرعهم وإنهاء ملكهم في الشام على يد السلطان سيف الدين قطز [4].
إن الأسباب في انتصار المسلمين في عين جالوت متشابكة ومتداخلة، ويؤثر كل منها في الآخر تأثيراً عكسياً، فالنجاح السياسي، ويؤثر في الجانب الاقتصادي، ويتأثر به وهكذا وما ذكرنا من الأسباب لا يمكننا أن نقول هذه فقط لا مزيد عليها فقد يأتي غيرنا ويزيد عليها، ومطلوب منا التفكر والتأمل والتدبر لنستخرج الدروس والعبر والسنن والقوانين في قيام الدول وسقوطها، وانتصار الشعوب وهزيمتها، ومعرفة صفات قيادة التمكين، وفقهاء النهوض وعوامل صناعة التاريخ لنستخدمها لنصرة الله عز وجل، ودينه القويم قال تعالى:"لقد كان في قصصهم عبرة لأولي الألباب ما كان حديثاً يفترى ولكن تصديق الذي بين يديه [1] المغول للعريني صـ257، جهاد المماليك صـ114. [2] الطريق إلى بيت المقدس صـ141. [3] السلوك للمقريزي (1/ 514). [4] الطريق إلى بيت المقدس صـ141.
نام کتاب : المغول (التتار) بين الانتشار والانكسار نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 401