نام کتاب : المغول (التتار) بين الانتشار والانكسار نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 253
انتقلت الخلافة إلى القسطنطينية حاضرة العثمانيين [1].
6 ـ إنتشار التشيع: كان لسقوط بغداد أثره البالغ على إنتشار التشيع، فالمعروف أن الخلافة العباسية السنية إشتهرت في ذلك الوقت بمحاربة التشيع والحد منه في مناطق إيران وغيرها، إلا أنه بالقضاء على الخلافة العباسية إنتشر التشيع في تلك المناطق بطريقة غير مألوفة، نتيجة لإزدياد نفوذ رجال الشيعة الذين أصبحوا يتبوؤن المراكز الهامة لدى المغول، كنصير الدين الطوسي الذي كان مستشاراً لهولاكو، ووزير الخليفة مؤيد الدين بن العلقمي الذي أسند إليه حكم بغداد بعد سقوطها، هذا بالإضافة إلى إزدياد نفوذ المسيحيين الذين ساعدوا هولاكو في الإستيلاء على بغداد والقضاء على الخلافة العباسية، إذ من المؤكد أن يحظوا بمكانة عالية في تلك المناطق على حساب مكانة السكان المسلمين، خاصة وأن دوقوز خاتون زوجة هولاكو التي كانت مسيحية نسطورية لم تكن تألو جهداً في التعاطف مع المسيحيين الشرقيين، والعمل على رفع شأنهم لدى زوجها هولاكو [2]. 7 ـ تفجر طاقات الأمة (قانون) التحدي: شعرت الأمة بالخطر العظيم على دينها وعقيدتها فبدأت تتحضر وتستعد للثأر من المغول وتولي قيادة المعركة في عين جالوت سيف الدين قظز، فلم تأت تلك المعركة من فراغ، وأبداً لم تكن منفصلة عن معركة بغداد، والمدة الزمنية بينهما نحو عامين فقط، ولم تكن هذه الفترة بين المعركتين فترة سكون وترقب، أو فترة سلام، أو مهادنة لا. بل كانت سلسلة معارك متصلة، جاءت معركة عين جالوت ثمرة طبيعية ونتيجة لها، إذ كانت ضربة ثأر قاصمة، لم تقم للتتار بعدها قائمة [3] لم يكن الطريق إلى عين جالوت سهلاً ولا ليناً، وإن مئات الآلآف الذين استشهدوا في سبيل الله ربما لم يكن أمامهم بارقة أمل في النصر أو النجاة، ولكنهم آثروا الشهادة، ضرباً للمثل وإعذاراً إلى الله وتعليماً لمن يليهم [4]، ويأتي الحديث مفصلاً بإذن الله تعالى.
8 ـ مولد عثمان الأول مؤسس الدولة العثمانية (656هـ): في عام (656هـ ـ 1258م) ولد لأرطغل ابنه عثمان الذي تنتسب إليه الدولة العثمانية، وهي السنة التي سقطت [1] المغول للصياد صـ283. [2] جهاد المماليك صـ64. [3] نحو رؤية جديدة للتاريخ الإسلامي صـ148 د. عبد العظيم. [4] المصدر نفسه صـ154.
نام کتاب : المغول (التتار) بين الانتشار والانكسار نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 253