responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المغول (التتار) بين الانتشار والانكسار نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 218
تأسست دولة الأدارسة أقصى المغرب عام 172هـ ـ 800م ثم قامت الدولة الفاطمية على إنقاض دولة الأغالبة في تونس عام 297هـ/909م وفي مصر قامت الدولة الطولونية عام 254هـ/868م، أعقبتها الدولة الإخشيدية عام 323هـ/935م وفي عام 358هـ/969م استولى الفاطميون على مصر وجعلوا القاهرة عاصمة دولتهم، وهكذا خرج المغرب الإسلامي ومصر بشكل تدريجي من حيث الزمان والمكان عن نطاق الدولة العباسية، وظهرت خلافة جديدة تسيطر على النصف الغربي من العالم الإسلامي وتسعى للسيطرة عل النصف الشرقي الذي أصابه من أصاب النصف الأول من حيث قيام الدول المستقلة، فقد قامت الدولة الظاهرية في خراسان عام 205هـ/820مـ وتبعتها الدولة الصفارية عام 254هـ/867م، ثم غلبت على المنطقة الدول السامانية التي تأسست عام 204هـ/819م في بلاد ما وراء النهر ثم امتد نفوذها لتشمل جميع البلاد التي كانت تتبع للدولة الصفارية، وكان نفوذ الخلافة العباسية يتحول من سلطة سياسية إدارية روحية إلى سلطة روحية فقط، ولم يبق للخليفة سوى ذكر اسمه في خطب الجمعة متبوعاً باسم السلطان الغالب على البلاد، ويعود السبب الرئيسي في ضعف الخلافة العباسية وتلاشي سلطتها (1)
إلى أسباب كثيرة ليس هنا مجال بحثها، وقد تمكن الأتراك في عهد المعتصم (818 ـ 227هـ)، وكانت لهم حظوة في عهده وقربهم وأسند لهم المناصب العليا في مركز الدولة والولايات، واعتمد عليهم في حراسة قصره، حتى تطاولوا على الناس وكثرت شواكي الناس من ظلمهم في بغداد، فبنى لهم المعتصم مدينة سامراء وجعلها عاصمة لهم ومن حوله حاشيته من الأتراك، وزاد نفوذهم وصاروا وحدهم المتسلطين على أمور الخلافة والدولة حتى أصبحوا هم الذين ينتخبون الخليفة الذي يريدون، يعزلون من لا يوافق رغباتهم وأهوائهم، وفي عام 334هـ/945م استولى البويهيون الشيعة على العراق وأضافوه إلى دولتهم التي تأسست قبل ذلك في فارس، وصاروا هم المتسلطين على شئون الخلافة وتعسفوا في معاملة الخليفة حتى أنهم عذبوا بعض الخلفاء وسجنوا بعضهم، وقتلوا البعض الآخر، وكان بإمكانهم القضاء على الخلافة العباسية والدعوة للخلافة الفاطمية في العراق وباقي المشرق الإسلامي خاصة بعد إستيلاء الفاطميين على مصر، لكنه لم يفعلوا ذلك ليس حفاظاً على الخلافة العباسية، بل حفاظاً على سلطانهم ودولتهم من أن تزول لصالح الفاطميين، الذين تمكنوا من بسط سيطرتهم على بلاد الشام

(1) دور نور الدين محمود في نهضة الأمة صـ25 ..
نام کتاب : المغول (التتار) بين الانتشار والانكسار نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 218
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست