نام کتاب : المغول (التتار) بين الانتشار والانكسار نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 196
أولاده الثلاثة عبد الله، عبد الرحمن، وعبد الكريم، وذبح المجاهد مجاهد الدين آيبك زميله سليمان شاه اللذان قادا الدعوة إلى الجهاد في بغداد، وذبح شيخ الشيوخ ومؤدب الخليفة ومربيه صدر الدين علي بن النيار، ثم ذبح بعد هؤلاء خطباء المساجد والأئمة وحملة القرآن، وكل هذا والخليفة حي يشاهد ورأى أن هولاكو يتعامل تعاملاً ودياً مع ابن العلقمي الوزير الخائن وأدرك بوضوح العلاقة بينهما وانكشفت أمامه الحقائق بكاملها، وعلم النتائج المترتبة على توسيد الأمر لغير أهله، ولكن بعد فوات الأوان [1]. 4 ـ استباحة بغداد: بعد أن ألقى أهل المدينة السلاح وبعد أن قتلت هذه الصفوة، وبعد إن إنساب جند هولاكو إلى شوارع بغداد ومحاورها المختلفة، أصدر هولاكو أمره الشنيع باستباحة بغداد [2]، وأتوا على كل ما فيها، فخربوا المساجد بقصد الحصول على قبابها المذهبة وهدموا القصور بعد أن سلبوا ما بها من تحف نادرة وأباحوا القتل والنهب وسفك الدماء، وكان استهتار المغول بالنفوس بالغاً حد الفظاعة، فيروى أن أحدهم دخل زقاقاً، وقتل أربعين طفلاً شفقة منه ورحمة حين علم أن أمهاتهم قتلن من قبل [3]، ويقدر المعتدلون من المؤرخين عدد القتلى بنحو ثمانمائة ألف نسمة [4]، ولم يقتصر التتار على قتل الرجال الأقوياء فقط، وإنما كانوا يقتلون الكهول والشيوخ، وكانوا يقتلون النساء إلا من استحسنوه منهن، فإنهن كانوا يأخذونها سبياً [5]، ولم يسلم إلا من اختفى في بئر أو قناة، وقد استمرت هذه الغارة أربعين يوماً، اندلعت فيها ألسنة النيران في كل جانب، فالتهمت كل ما صادفها، وأتت على الأخضر واليابس، وخربت أكثر الأبنية وجامع الخليفة، ومشهد الإمام موسى الكاظم، وقبور الخلفاء في الرصافة ([6])،
وعندما دخل هولاكو مدينة بغداد، قصد قصر الخلافة، وجلس في الميمنة، واحتفل مع الأمراء بذلك اليوم، وأمر بإحضار الخليفة، وقال له: أنت المضيف ونحن الضيوف فيجب عليك أن تقوم بواجب الضيافة، فصدق الخليفة قوله، وكان يرتعد فرقاً وخوفاً واستولت عليه الدهشة واعتراه الذهول، لدرجة أنه لم يعد يعرف أين وضع مفاتيح خزائنه، فأمر بكسر الأقفال، وإخراج ألفين من الثياب، وعشرة آلاف [1] قصة التتار صـ151. [2] المصدر نفسه صـ151. [3] المغول للصياد صـ265. [4] دول الإسلام الذهبي (2 ـ 123)، المغول للصياد صـ265. [5] قصة التتار صـ265. [6] بغداد في عهد الخلافة العباسية ترجمة بشير فرنسيس صـ292 ـ 293 ..
نام کتاب : المغول (التتار) بين الانتشار والانكسار نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 196