نام کتاب : المغول (التتار) بين الانتشار والانكسار نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 195
بالدخول على هولاكو بل قالوا: إن الخليفة سيدخل ومعه سبعة عشر رجل فقط، أما الباقون فسيخضعون ـ كما يقول الحرس ـ للتفتيش الدقيق، ودخل الخليفة ومعه رجاله وحجب عنه بقية الوفد، ولكنه لم يخضعوا لتفتيش أو غيره، بل أخذوا جميعاً ... للقتل!! قتل الوفد بكامله إلا الخليفة والذين كانوا معه قتل كبراء القوم، ووزراء الخليفة، وأعيان البلد، وأصحاب الرأي، وفقهاء وعلماء الخلافة العباسية، ولم يقتل الخليفة لأن هولاكو كان يريد استخدامه في أشياء أخرى، وبدأ هولاكو يصدر الأوامر في
عنف وتكبر واكتشف الخليفة أن وفده قد قتل بكامله وعرف أن التتار وأمثالهم لا عهد لهم ولا أمان "لا يرغبون في مؤمن إلاً ولا ذمةً" التوبة: آية، 10 وصدرت الأوامر من هولاكو إلى الخليفة:
أ ـ على الخليفة أن يصدر أوامره لأهل بغداد بالقاء أي سلاح، والامتناع عن أي مقاومة، وقد كان ذلك أمراً سهلاً، لأن معظم سكان المدينة لا يستطيعون حمل السلاح، ولا يرغبون في ذلك أصلاً.
ب ـ يقيد الخليفة العباسي، ويساق إلى المدينة، يرسف في أغلاله، وذلك لكي يدل التتار على كنوز العباسيين، وعلى أماكن الذهب والفضة والتحف الثمينة وكل ما له قيمة نفيسة في قصور الخلافة وفي بيت المال [1].
جـ ـ يتم قتل ولدي الخليفة أمام عينيه، فقتل الولد الأكبر أحمد أبو العباس وكذلك قتل الولد الأوسط عبد الرحمن أبو الفضائل ... ويتم أسر الثالث مبارك أبو المناقب، كما يتم أسر أخوات الخليفة فاطمة وخديجة ومريم.
د ـ أن يستدعي من بغداد بعض الرجال بعينهم وهؤلاء هم الرجال الذين ذكر ابن العلقمي أسماءهم لهولاكو، وكانوا من علماء السنة، وكان ابن العلقمي يكن لهم كراهية شديدة، وبالفعل تم استدعاؤهم جميعاً فكان الرجل منهم يخرج من بيته ومعه أولاده ونساؤه فيذهب إلى مكان خارج بغداد عينه التتار بجوار المقابر، فيذبح العالم كما تذبح الشاة، وتؤخذ نساؤه وأولاده إما للسبي أو للقتل، لقد كان الأمر مأساة بكل المقاييس وذبح على هذه الصورة أستاذ دار الخلافة الشيخ محي الدين يوسف بن الشيخ بن الفرج بن الجوزي، وذبح [1] قصة التتار صـ149، 150.
نام کتاب : المغول (التتار) بين الانتشار والانكسار نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 195