responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المغول (التتار) بين الانتشار والانكسار نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 141
تفليس، وانتقم منهم بما ارتكبوه من فظائع في حق المسلمين وبخاصة في إقليم أذربيجان المجاور [1].
أ ـ بداية النهاية لجلال الدين منكبرتي: وجاء استهلال الخوارزميين في الثامن والعشرين من جمادى الأولى سنة 627هـ على مدينة أخلاط التابعة ـ آنذاك ـ للملك الأشرف بن العادل الأيوبي بداية لنهاية سلطان جلال الدين منكبرتي الذي تعرض جيشه لهزيمة مريرة أمام تحالف جيش الأيوبيين وسلاجقة الروم في الثامن والعشرين من رمضان سنة 627هـ على مقربة من أذربيجان، فانهزم السلطان إلى أذربيجان وأرسل جنوده إلى صحراء موغان لينالوا قسطاً من الراحة [2]. ولم يضيع الإسماعيلية في آلموت الفرصة السانحة ـ بعد أن ذاقوا الأمرين على يد السلطان جلال الدين من قبل حتى إذ اضطرهم إلى دفع أتاوة سنوية له، فراسلوا المغول حتى ينهضوا للقضاء عليه، قبل أن يسترد قوته، وفي الحقيقة لم يكن المغول في حاجة إلى تحريض من الإسماعيلية أو غيرهم، وقد جاء إنتخاب أوكتاي بن جنكيز خان سنة 626هـ خاناً أعظم للمغول إيذاناً بتنفيذ استراتيجية مغولية جديدة تمثلت في غزوات عسكرية متوالية على جبهات ثلاث هي جنوبي الصين، وغربي إيران، وشرقي أوربا، وبالتالي أصبح غربي إيران بخاصة الشمال الغربي هدف أساسي للمغول، حيث يكمن عدوهم اللدود السلطان الخوارزمي جلال الدين وسرعان ما بادر هذا الأخير ـ رغم الخلاف ـ إلى مكاتبة الخليفة العباسي المستنصر بالله، والملك الأشرف الأيوبي صاحب دمشق والجزيرة والسلطان علاء الدين كيقباذ سلطان سلاجقة الروم، وغيرهم من أمراء المسلمين، حكام ميافارقين وماردين وآمد يستنجد بهم كي يرسلوا إليه جيوشاً من عندهم تعاونه على مجابهة هذا الخطر الذي يتهدد المسلمين جميعاً، فأحجم هؤلاء كلهم عن مناصرته [3].
ب ـ اختلال في التوازن العسكري: أسفرت الهزيمة السابقة عن نتائج خطيرة أثرت على ما تلاها من أحداث، فقد أصيب الجيش الخوارزمي بنكسة فادحة، تمثلت في آلاف القتلى والأسرى، وفي اضطراب نظامه وفقدان السيطرة عليه، وسقوط هيبته بين القوى العسكرية المجاورة له بعد أن كانت تخشى بأسه وسطوته، وقد أدى هذا الاختلال في التوازن العسكري إلى ظهور مؤشرات سياسية لدى القوى السياسية في المنطقة فقد أيقن معظم أمراء الجزيرة أن الموقف الجديد يحتم عليهم سرعة الانضواء تحت الهيمنة الأيوبية التي يمثلها الملك الأشرف

[1] المصدر نفسه صـ28.
[2] المصدر نفسه صـ28.
[3] الأتراك الخوارزميون صـ30.
نام کتاب : المغول (التتار) بين الانتشار والانكسار نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 141
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست