[الجزء الثاني] خلافة الظّاهر لإعزاز دين الله (1)
[أخت الحاكم تكتم خبر قتله عن الناس وتدعو لولده الظاهر]
ولمّا فقد الحاكم كتمت السيدة أخته صحّة قتله عن الناس، وأوهمتهم أنّه قد تعمّد [2] لغرض له تقفون عليه فيما بعد. ولم يزل أمره مكتوما إحدى [3] وأربعين يوما إلى أن وافى عيد المسلمين النّحر [4] وهو اليوم العاشر من ذي الحجّة، فأشهرت فقد الحاكم بإقامة الدّعوة [5] لولده أبي [6] الحسن عليّ [7]، ولقّب «الظّاهر لإعزاز دين الله» وذكر اسم الحاكم مع اسم آبائه الأموات، ورحم عليه وعليهم، وكان عمر الظّاهر يومئذ سبع عشرة سنة، وكان منذ ترعرع محجوبا في قصر السيّدة عمّته إلى حين فقد الحاكم حذرا [منها] [8] عليه من إساءة تلحقه من أبيه، وتنبت [9] به في حياة الحاكم، واعتنقت أموره منذ أفضت الخلافة إليه، وقامت بتدبير [10] الأمور، وعوّلت في
(1) اعتبارا من خلافة الظاهر يبدأ النقص الأساسي في نسخة بتروبوليتان، وقد استعيض عنه بإضافة النقص بخط مختلف، وسيرمز إليه بحرف (ر). [2] في نسختي: (ر) والبريطانية «تعمده». [3] في البريطانية «واحد». [4] أي عيد الأضحى المبارك. [5] في (ر) «الدعوى». [6] في (ر) «الحسين بن»، و «أبي» ليست في (ب). [7] في البريطانية «ابن علي». [8] زيادة من (ر). [9] في (ر) والبريطانية «تنبتت». والصحيح «تبنّت». [10] في (ر): «وأقامت»، وفي البريطانية: «وأقامت بتدبيره».