يستعين [1] بها على قتال البادية، فينفذ إليه ألف رجل من الأرمن، فاستظهر بهم ابن لؤلؤ على محاربة العرب،
[ابن مرداس يقنع الملك باسيل بالتخلّي عن مساعدة ابن لؤلؤ]
فكتب صالح إلى الملك يتعبّد به ويعدّد ما [2] لقيه من غدر ابن لؤلؤ دفعة أخرى، مع ظفره به وإبقائه عليه، ولعلم الملك بصحّة ما ذكره صالح (عن ابن لؤلؤ أرسل ف) [3] استعاد الرجّالة الذين أنفذهم لمعاونته، وأشار على ابن لؤلؤ بأن يفي لصالح بما وافقه عليه، فزاد ذلك في ضعف حال ابن لؤلؤ وقويت نفس صالح بما ظهر له من جميل رأي الملك (فيه) [4] وأنفذ ابنه إلى حضرته محقّقا لما بذله من عبوديّته وصحيح موالاته، وضاق [5] ابن لؤلؤ (ذرعا) [6] من مقاومة صالح له، ونسب جميع ما هو فيه إلى فتح صاحبه المقيم في القلعة، وأنه لقلّة تحفّظه من صالح وتضجّعه في الاحتياط عليه تمّ هربه، وتوّعده [7] وعوّل على صرفه من القلعة، وأن يردّ ولايتها إلى غيره.
[سنة 406 هـ.]
[فتح يعلن الدعوة للحاكم ولابن مرداس]
ولما تحقق فتح [8] ذلك من رأيه خاف [9] منه، وحذر أن ينزل غيظه به، جماعة من ثقاته وأصحابه المقيمين معه في القلعة على العصيان معه علي ابن لؤلؤ، وضربت البوقات والطبول على علوّ [10] القلعة الثلث الأخير من الليلة التي صبيحتها [11] يوم السبت لستّ بقين من رجب سنة ستّ وأربعمائة، ونادوا بشعار [12] الحاكم وصالح قائلين: حاكم يا منصور، صالح [1] في البريطانية «ليستعين». [2] في (س): «ويخبر بما». [3] ما بين القوسين ليس في البريطانية. [4] ليست في البريطانية. [5] في (ب) «وخاف». [6] ليست في البريطانية. [7] في الأصل وطبعة المشرق 213 «تواعده» والتصحيح من البريطانية. [8] في البريطانية «ويحقّق قبح»، وفتح هو «دزدار قلعة حلب». [9] في البريطانية «فخاف». [10] في البريطانية وبترو «أعلى». [11] في البريطانية «صبحتها». [12] في الأصل وطبعة المشرق 214 «بسعاد»، والتصحيح من (س).