[منع تقبيل الأرض والخضوع أمام الحاكم]
ومنع الحاكم [في رجب سنة 403] [1] عن تقبيل التراب بين يديه وبوس اليد والارتماء [2] بالسجود له إلى الأرض، وعن مخاطبته/123 أ/ بمولانا، وأن تكون المخاطبة والسلام عليه مقصورا على «أمير المؤمنين ورحمة الله وبركاته» ([3])،
[الحاكم يركب الحمار ويلبس الصوف ويصطنع الركابية]
وأظهر الزّهد، ولبس الصّوف على ظاهر جسده والفوطة على رأسه، ثم صار يلبس عمامة صوف سوداء، وجعل سائر لباسه الصوف، وربّى شعره، واقتصر عن ركوب الخيل، وبقي يركب الحمير بسرج ولجام حديديّ مختلطا بالناس بلا مظلّة وبغير طرّادين بين يديه، ولا أحد يحجب الناس ولا يمنعهم [4] عنه، ويأخذ رقاعهم ويقضي حوائجهم، (ويصل من يستميحه منهم) [5] وأكثر الصدقات على الفقراء [والمتصدّقين] [6]، واصطنع عددا كثيرا من الركابية وأفاض عليهم وأحسن إليهم [7]. وكان قد استدعى جماعة ممن يقرأون القرآن وألزمهم
= في بعضها وبيعت أوانيها. ووجد في المعلّقة بمصر وفي كنيسة بو شنوده مال جزيل من مصاغ وثياب وغيره. وتتابع هدم الكنائس، وكتب إلى الأعمال بهدمها فهدمت». (اتعاظ الحنفا 2/ 94،95) و (الخطط 2/ 288) وانظر: تاريخ الزمان 76،77، وبدائع الزهور ق 1 ج 1/ 198، ووفيات الأعيان 5/ 294. [1] ما بين الحاصرتين زيادة من (س) والبريطانية وبترو. [2] في (س): «والإيماء». [3] قال المقريزي: «وفي رجب قريء سجلّ بمنع الناس من تقبيل الأرض للحاكم، وبمنعهم من تقبيل ركابه ويده عند السلام عليه في المواكب، والانتهاء عن التخلّق بأخلاق أهل الشرك من الانحناء إلى الأرض فإنه صنيع الروم، وأمروا أن يكون السلام عليه: (السلام على أمير المؤمنين ورحمة الله وبركاته)، ونهوا عن الصلاة عليه في المكاتبة والمخاطبة، وأن تكون مكاتبتهم في رقاعهم والمخاطبة، ومراسلاتهم بإنهاء الحال، ويقتصر في الدعاء على (سلام الله وتحيّاته وتوالي بركاته على أمير المؤمنين)، ويدعى له بما سبق من الدعاء لا غير». (اتعاظ الحنفا 2/ 96) وانظر: وفيات الأعيان 5/ 294. [4] في البريطانية «ويمنعهم». [5] ما بين القوسين ليس في البريطانية، وفي بترو «يستهجمه». [6] زيادة من بترو. [7] ذكر المقريزي من أعمال الحاكم في سنة 403 هـ: «فرّق الحاكم مالا على الفقراء» (اتعاظ الحنفا 2/ 93) «. . وأخذ القصص بيده ووقف لأهلها وسمع كلامهم، وخالطه العوامّ وحالوا بينه وبين موكبه، واستماحه قوم فوصلهم بصلات كثيرة. . . ووقف عليه اثنان من تربة عمرو