دير طورسينا (وبنائه مسجدا) [1] وهدم [بعض] [2] كنائس القلزم، وحاز آلات جميعها، وهدم إحدى كنيستي دير راية، وأخذ أيضا رحله وآلاته، وسار إلى دير طورسينا ليمتثل فيه ما رسم له، وكان في طورسينا يومئذ رجل كاتب ترهّب فيه وسكنه عن قريب، يسمّى سلمون [3] بن إبراهيم من وجوه أهل مصر ذو شيخوخة وحكمة [4] وعقل وسياسة، فخرج إليه وأحسن لقاءه، وأعلمه أنه [5] أسقفه ورهبانه مساعدوه على ما يلتمسه [6] وغير مانعين له منه، وسلّم إليه جميع [الآلات التي برسم] [7] الدير وصياغاته من ذهب وفضّة، ولطف في مخاطبته، وأبان له أنّ هدمه يصعب عليه وعلى غيره لحصانته ووثيقة [8] بنائه، وأنّه يحتاج في ذلك إلى إنفاق جملة كثيرة (من المال) [9] تفوق ما يحصل له منه، فالتمس عن [10] الاندفاع (عنه، وترك) [11] التعرّض له جملة مال، وتقرّر الحال معه على ما رضي به (وقام [12] له بذلك، وانصرف عنه من غير أن يتعرّض له) [13]. [1] ما بين القوسين ليس في (س). [2] زيادة من (س). [3] في (س) «صلمون». [4] في (س) «حنكة». [5] في الأصل وطبعة المشرق 205 «أن»، وما أثبتناه عن البريطانية. [6] في نسخة بترو «التمسه»، وكذلك في البريطانية. [7] ما بين الحاصرتين زيادة من (س). [8] كذا، والصحيح «وثاقة». [9] ما بين القوسين ليس في البريطانية. [10] في (س) «على». [11] في بترو «عن». [12] في البريطانية وبترو «وأقام». [13] ما بين القوسين ليس في (ب). وحول هذا الخبر ذكر المقريزي ما نصّه: «وألزم النصارى أن يكون الصليب الذي في أعناقهم طوله ذراع في مثله، وكثرت إهاناتهم وضيّق عليهم، وأمروا أن تكون زنه الصليب خمسة أرطال وأن يكون فوق الثياب مكشوفا، ففعلوا ذلك. ولما اشتدّت عليهم الأمور تظاهر كثير منهم بالإسلام، فوقع الأمر بهدم الكنائس، وأقطعت بجميع مبانيها وبما لها من رباع وأراض لجماعة، وعملت مساجد وأذّن-