وإقطاعاتهم [وقبضت] [1] ونقل جميع ما في دورهم واحتيط عليه. وقد كان بلغهما دفعة أخرى قبل ذلك أنّ الحاكم يريد قتلهما، فهربا جميعا [وهرب معهما أولادهما يوم الأربعاء لأحد عشر ليلة خلت من جمادى الآخر] [2] (في سنة تسع وتسعين وثلاثمائة) [3] وقصدوا الجبل المقطّم وأقاموا فيه ثلاثة أيام، فاشتدّ بهم الضرّ، وأشرفوا على الهلكة من الجوع والعطش، فعادوا وقصدوا قصره متحرّمين [4] به (بدلجة عميقة) [5] [من ليلة السبت لأربع عشر ليلة خلت منه] [6] وألقوا نفوسهم على بابه، فاستدعاهم إليه فاستنطقهم، فعرّفوه أنّ خوفهم ووجلهم من القتل حملهم على الهرب التماسا للنجاة،
[الحاكم يؤمّن الهاربين ويكتب لهم أمانا]
فطمّنهم وأصرفهم إلى دورهم، وخلع عليهم خلعا من خاصّ كسوته [وملابسه] [7] وكتب لهم أمانا على أنفسهم وأولادهم وعيالهم وأموالهم وجميع أسبابهم، وقريء لهم في قصر الخلافة بمحضر من أهل مملكته [8].
ولما هرب قائد القوّاد وأولاده في هذه الدفعة الثانية أيقن جميع من بقي في الدولة بالهلكة/120 ب/، فاتّصل ذلك بالحاكم، فكتب لكلّ طائفة من الناس أمانا مجدّدا، وقرئت في قصره، وطمّن الكافّة وأمّنهم [9] بعفوه [10]. [1] زيادة من بترو. [2] ما بين الحاصرتين زيادة من بترو والبريطانية. [3] ما بين القوسين ليس في (س). [4] في البريطانية «متحزمين». [5] ما بين القوسين ليس في (س). [6] ما بين الحاصرتين زيادة من بترو. [7] زيادة من (س). [8] أنظر حول ذلك: اتعاظ الحنفا 2/ 73 و 74 و 77، والدرّة المضيّة 277 و 282. [9] في (س): «وآنسهم». [10] قال المقريزي في حوادث سنة 401 هـ في شهر ذي القعدة: «وفيه قريء عدّة أمانات بالقصر للكتاميّين من جند إفريقية، والأتراك، والقضاة، والشهود، وسائر الأولياء، والأمناء، والرعيّة، والكتّاب، والأطباء، والخدّام السّود، والخدّام الصّقالبة، لكل طائفة أمان». (اتعاظ الحنفا 2/ 82).