[تزايد قتل الحاكم لرجال دولته]
وتزايد الحاكم في القتل لسائر من في دولته، وبذل سيفه في مقدّمي أهل المملكة [ومتحيّزيها] [1] من الكتّاب والقوّاد والجند والرعايا، وقطع أيديهم [2]، وأفرط في ذلك، فاختلّت بلاده وفني رؤساء رجاله، فتخوّف الحسين بن جوهر قائد القوّاد على نفسه، ولم يكن بقي من رؤساء دولته من له ذكر ونباهة (اسم) [3] غيره، فهرب وأخذ معه أولاده (وصهره عبد العزيز بن محمد بن النعمان [4] وولديه.
وكان عبد العزيز قد تولّى قاضي القضاة، ثم صرف بمالك بن سعيد [5] بن مالك) [6] وقصدوا جميعا بني قرّة في ناحية الإسكندرية وانضووا [7] إليهم وتحرّموا بهم، وحملوا معهم ما اتّجه لهم حمله سرّا من مال عين، فأحسنوا قبولهم وأقاموا عندهم، ووضعت [8] اليد على سائر أملاكهم بمصر وغيرها [1] زيادة من البريطانية. وفي (س) «ومتاخريه». [2] ذكر المقريزي في حوادث سنة 399 هـ أنه قتل في ليلة الغدير من تلك السنة كثير من الخدم والصقالبة والكتّاب بعد أن قطعت أيديهم بالساطور على خشبة من وسط الذراع. (اتعاظ الحنفا 2/ 79). وقال صاحب (المغرب في حلى المغرب) ص 58: «قال الروذباري: وقتل الحاكم ركابيا له بحربة في يده على باب جامع عمرو بن العاص، وتولّى شقّ بطنه بيده، وعمّ بالقتل بين وزير، وكاتب، وقاض، وطبيب، وشاعر، ونحويّ، ومغنّ، ومصارع، وصاحب ستر، وحمّاميّ، وطبّاخ، وابن عم، وصاحب حرب، وصاحب خبر، ويهوديّ، ونصرانيّ. وقطع حتى أيدي الجواري في قصره. وكان في مدّته القتل والغيلة حتى على الوزراء وأعيان الدولة. فخرج عليهم من يقتلهم ويجرحهم بين مصر والقاهرة. وخطف العمائم جهارا بالنهار. ولعبيد الشراء في مدّته مصائب وخطوب في الناس. وكان المقتول ربّما جرّ في الأسواق، فأوقع ذلك فتنة عظيمة». [3] ساقطة من (س). [4] في البريطانية «النعمي». [5] هو مالك بن سعيد الفارقي. [6] ما بين القوسين ليس في (س)، وفيها: «وأصهرته وقاضي القضاة». والخبر في: اتعاظ الحنفا 2/ 71. [7] في البريطانية «وانضمّوا». [8] في نسخة بترو «وتركت».