نام کتاب : تاريخ الجزائر في القديم والحديث نویسنده : الميلي، مبارك جلد : 1 صفحه : 141
جيش لحماية تجارتها. فهو جيش لحفظ الحرية لا لسلبها وجبر الضعيف على الرضا بالعبودية.
لم يتجاوز جيش قرطاجنة خمسين الفا اكثرها من البربر والاسبان ويمدها زيادة على ذلك ايام الحرب بجنود كثيرة امراء البربر الذين تربطهم بها معاهدات.
وينقسم هذا الجيش الى ثلاثة أقسام:
1 - الجنود القرطاجنية وهم قليلون وغير حربيين.
2 - الجنود المرتزقة: وهم من امم مختلفة. من اسبانيا مشاة، ومن الجزائر الشرقية رماة، ومن الغاليا والكورص وايطالية وصقلية.
3 - الجنود الليبية والنوميدية. والاولون مشاة مجبورون على التجنيد. لان ليبية [1] وطنهم كانت في قبضة قرطاجنة وتحت نفوذها الفعلي. والاخيرون فرسان متطوعون. لان وطنهم نوميديا لم يكن تحت سيطرة قرطاجنة.
وكلا الجندين الليبي والنوميدي صبار على الشدائد شجاع مقدام له سلاح خفيف: نبل وخنجر وترس من جلد. وليس له سيف ولا مغفر ولا درع.
وهذا القسم الثالث هو الذي كون تاريخ قرطاجنة الحربي. خصوصا الجند النوميدي. فلولاه ما ذاقت قرطاجنة لذة الفوز والانتصار، ولا هدد حنبعل رومة ورام فتحها.
لذلك كان للنوميديين ميزة لم تكن لبقية الجيش القرطاجني. وكانوا لا يسمحون لها بالتقصير في حقوقهم. وقد ثاروا عليها مرارا لعجزها عن أداء واجباتهم. [1] كانت ليبية تطلق على شمال أفريقية. وبعد مجيئ الفينيقيين اختصت بما يلى نوميديا شرقا. وليس المراد ليبية المعروفة اليوم جنوب طرابلس.
نام کتاب : تاريخ الجزائر في القديم والحديث نویسنده : الميلي، مبارك جلد : 1 صفحه : 141