نام کتاب : تيسير الكريم المنان في سيرة عثمان بن عفان - شخصيته وعصره نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 221
المبحث الرابع
أعظم مفاخر عثمان جمع الأمة على مصحف واحد
أولاً: المراحل التي مرت بها كتابة القرآن الكريم: 1 - المرحلة الأولى في العهد النبوي:
حيث ثبت بالدليل القاطع، أن رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - كان يأمر بكتابة القرآن الذي ينزل عليه، وثبت أنه كان له كاتب أو كتاب يكتبون الوحي، حتى شُهر زيد بن ثابت بلقب (كاتب
النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - لاختصاصه بكتابة الوحي)، وبوَّب البخاري في كتاب (فضائل القرآن) (باب كتَّاب النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -)، وذكر فيه حديثين:
الأول: أنا أبا بكر - رضي الله عنه - قال لزيد: (إنك كنت تكتب الوحي لرسول الله ... ) (1)
والثاني: عن البراء قال: لما نزلت {لاَ يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ ... } قال النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: «ادع لي زيدا وليجئ باللوح والدواة والكتف، أو الكتف والدواة» [2]. وكان النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يكتب القرآن في مكة أيضا قبل الهجرة، وممن كتب له عبد الله بن سعد بن أبي السرح ثم ارتد، ثم أسلم عام الفتح، وله في ذلك قصة مشهورة قد ذكرتها. والمعروف أن الخلفاء الراشدين الأربعة كانوا كتبة، فلعلهم كانوا يكتبون القرآن في مكة، ومما يدل على أن القرآن كان مكتوبا في مكة قصة إسلام عمر بن الخطاب ودخوله على أخته، وبيدها صحيفة فيها سورة طه، وقد أعلم الله تعالى في القرآن بأنه -أي القرآن- مجموع في الصحف في قوله تعالى: {رَسُولٌ مِّنَ اللهِ يَتْلُو صُحُفًا مُّطَهَّرَةً} [البينة: [2]]. وقد توفى رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - والقرآن كله مكتوب لكنه غير مجموع في موضع واحد، وكان مكتوبا على العسب واللخاف, ومحفوظا في صدور الرجال، ومع حفظه في الصحف وفي الصدور كان جبريل يعرض القرآن على النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - كل عام مرة، وعرض عليه مرتين في العام الذي قبض [3]. ويحتمل أن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - لم يجمع القرآن في
(1) البخاري، كتاب فضائل القرآن، رقم (4986). [2] البخاري، كتاب تفسير القرآن، رقم (4593). [3] البخاري، كتاب فضائل القرآن، رقم (4998).
نام کتاب : تيسير الكريم المنان في سيرة عثمان بن عفان - شخصيته وعصره نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 221