responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : دولة السلاجقة وبروز مشروع إسلامى لمقاومة التغلغل الباطني والغزو الصليبي نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 62
أ- دعاء القائم بأمر الله الذي علق على الكعبة المشرفة: أرسل الخليفة القائم بأمر الله هذا الدعاء مع بدوي وأمره أن يعلقه على الكعبة وهو في أسره, وإليك نص الدعاء: «إلى الله العظيم من عبدك المسكين، اللهم إنك العالم بالسرائر المحيط بمكنونات الضمائر، اللهم إنك غني بعلمك واطلاعك على أمور خلقك عن إعلامي، بما فيه عبد من عبيدك قد كفر بنعمتك، وما شكرها، وألقى العواقب وما ذكرها، أطغاه حلمك، وتجبر بأناتك حتى تعدى علينا بغياً، وأساء إلينا عتواً وعدواناً. اللهم قلَّ الناصرون لنا، واغتر الظالم، وأنت المطلع العالم، والمنصف الحاكم، بك نعتز عليه، وإليك نهرب من يديه، فقد تعزز علينا بالمخلوقين، ونحن نعتز بك يا رب العالمين. اللهم إنا حاكمناه إليك، وتوكلنا في إنصافنا منه عليك، وقد رفعت ظلامتي إلى حرمك ووثقت في كشفها بكرمك، فاحكم بيني وبينه وأنت خير الحاكمين، وأرنا منه ما نرتجيه فقد أخذته العزة بالإثم، اللهم فاسلبه عزه، ومكنا بقدرتك من ناصيته يا أرحم الراحمين». فحملها البدوي وعلقت على باب الكعبة. فحُسب ذلك اليوم فوُجد أن البساسيري قتل وجيء برأسه إلى بغداد بعد سبعة أيام من التاريخ [1]. فقد نفع الله القائم بأمر الله بهذا الدعاء فكذلك ينبغي لكل من قُهر وبُغي عليه أن يستغيث بالله تعالى، وإن صَبر وغفر فإن في الله كفاية ووقاية [2].
ب- رسالة الخليفة القائم بأمر الله من أسره إلى طغرل بك: أرسل الخليفة من أسره رسالة إلى السلطان طغرل بك جاء فيها: بحق الله أدرك الإسلام فقد ساد العدو اللعين وأخذ ينشر مذهب القرامطة [3]. فلما فرغ السلطان طغرل بك من تمرد أخيه إبراهيم ينّال وأسره وقتله، وتمكن من أمره وطابت نفسه واستقر حاله، ولم يبق له في تلك البلاد منازع كتب إلى قريش بن بدران، من الأعراب، يأمره بأن يعاد الخليفة إلى داره، على ما كان عليه، وتوعّده على ترك ذلك بأساً شديداً, فكتب إليه قريش يتلطفُ به ويسالمه، ويقول: أنا معك على البساسيريَّ بكلَّ ما أقدر عليه، حتى يمكن الله منه، ولكن أخشى أن أتسرع في أمر يكون فيه على الخليفة مفسدة، أو يبدر إليه أحد بأذيةٍ، ولكنَّي سأعمل لما أمرتني بكل ما يمُكنني. وأمر بردَّ امرأة الخليفة الخاتون المعظمة أرسلان خاتون إلى دارها وقرارها، ثم راسل البساسيريَّ وأشار إليه بعودة الخليفة إلى داره، وخوّفه من جهة الملك طغُرل بك وقال له فيما قال: إنك دعوتنا إلى طاعة المستنصر صاحب مصر وبيننا وبينه ستمائة فرسخ، ولم يأتنا من جهته رسول ولا أحد، ولم يفكر في شيء مما أرسلنا إليه، وهذا الملك من ورائنا بالمرصاد [4]، ومما جاء في

[1] أخبار الدول المنقطعة (2/ 430،431).
[2] سير أعلام النبلاء (18/ 307).
[3] تطورات الأحداث السياسية بين العباسيين والفاطميين، ص 177.
[4] البداية والنهاية (15/ 766).
نام کتاب : دولة السلاجقة وبروز مشروع إسلامى لمقاومة التغلغل الباطني والغزو الصليبي نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 62
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست