responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : دولة السلاجقة وبروز مشروع إسلامى لمقاومة التغلغل الباطني والغزو الصليبي نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 54
-رئيس الرؤساء- إلى شيراز حيث التقى بالأمير كاليجار وسلمه رسالة الخليفة التي تضمنت التهديد بالاستعانة بالسلاجقة إن لم يقبض على المؤيد في الدين وإنفاذه مكبلاً بصحبة رئيس الرؤساء [1]، إلى بغداد ووقف النشاط الفاطمي في بلاده [2].
ولما علم المؤيد في الدين بما تضمنته الاتصالات بين الخليفة العباسي والأمير البويهي الذي كان يؤازره في نشر دعوته في بلاده, رأى أن يترك بلاد فارس بعد انصراف أبي كاليجار عن تأييده, وسار إلى الحلة ونزل بدار الأمير منصور بن الحسن وظل مقيماً هناك حتى رأى أبو كاليجار -الذي كان يطمح في تولي السلطة في بغداد بعد وفاة جلال الدولة- أن يعمل على إبعاد المؤيد في الدين لإرضاء الخليفة العباسي، فكتب إلى صاحب الحلة يخبره أن وجود المؤيد في بلده فيه خطر على دولة بني بويه طالباً إبعاده, ويتجلى ذلك فيما جاء في رسالة أبى كاليجار إلى منصور بن الحسن: إنك من الشفقة على ملكنا ودولتنا بحيث لا تعتمد لأحد هوادة فيه وقد عرفت صورة أبي فلان «المؤيد في الدين هبة الله الشيرازي» ... وإننا كل يوم في صراع من جهة الديلم - الذين اعتنق كثير منهم الدعوة الفاطمية في بلاد فارس والعراق - باحتجاجات باطلة يتشبثون بها ظاهراً وهو مغزاهم وغرضهم منها باطناً، ثم إنه قامت رغبتنا في بغداد وامتلاكها وليس يكاد يتم الغرض فيه إلا بالمجلس الخليفي الإمامي (مواقعة الخليفة القائم بأمر الله العباسي، إذا استقر به العالم أن هذا الإنسان مقيم بفناء حضرتنا على جملته كان ذلك ردحاً في وجه ما تؤثر بلوغه وحاجزاً بيننا وبينه وقد انتهى إلينا معاودة الأهواز، فالله الله أن توجده سبيلاً إلى ذلك, فإنه إن عاود وقعت فتنة نصلى بنارها صليًا) [3].
اضطر المؤيد في الدين إلى الرحيل عن الحلة وأخذ في التنقل بين مدن العراق فسار إلى الكوفة، ثم اتجه إلى الموصل حيث أقام فترة قصيرة عند قرواش بن المقلد - أمير بني عقيل - وأخيراً رحل إلى مصر سنة 438هـ [4]، بعد أن أعرض عنه الجميع تحت وطأة المعارضة السنية وخوفاً من غضب الخليفة القائم بأمر الله العباسي [5]. وعلى الرغم من رحيل المؤيد في الدين إلى مصر، فإن جهوده في نشر الدعوة الفاطمية ببلاد العراق تركت آثاراً خطيرة على الخلافة العباسية في عهد القائم بأمر الله، إذ انضم إليها كثيرمن قادة الترك والديلم وهم الذين يمثلون عماد القوة التي تعتمد عليها البلاد في التصدي لأعداء الخلافة فظلوا يشجعون الدعوة الفاطمية ويقربون إليهم أتباعها.

[1] سيرة المؤيد في الدين هبة الله الشيرازي، ص 56.
[2] الأحوال السياسية والدينية في بلاد العراق والمشرق الإسلامي في عهد الخليفة القائم بأمر الله، ص 66.
[3] سيرة المؤيد في الدين، ص 73، 74.
[4] المصدر نفسه، ص 74، 57.
[5] الأحوال السياسية والدينية في بلاد العراق والمشرق الإسلامي في عهد الخليفة القائم بأمر الله، ص 67.
نام کتاب : دولة السلاجقة وبروز مشروع إسلامى لمقاومة التغلغل الباطني والغزو الصليبي نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 54
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست