responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : دولة السلاجقة وبروز مشروع إسلامى لمقاومة التغلغل الباطني والغزو الصليبي نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 53
المقلد - أمير الموصل - أعلاماً وخلعاً في عام 436هـ، فأرسل إليه الخليفة القائم يعاتبه فاعتذر إليه، ولبس السواد- شعار العباسيين - مرة أخرى ورجع عن دعوة المستنصر [1]، وازداد نشاط الدعاة في بلاد المشرق الإسلامي على عهد المستنصر بالله الفاطمي، فعهد إلى دعاته بالرحيل إلى فارس وخراسان وما وراء النهر, وقد أشار المقريزي إلى ذلك بقوله: وكان المستنصر قد بث دعاته سراً إلى الآفاق يدعون إليه ويستميلون من تصل القدرة إلى استمالته. فدفع بجماعة من دعاته في خراسان إلى ما وراء النهر فلقيت الدعوة الفاطمية في بلاد الفرس تأييداً كبيراً فاستجاب لهم كثير من الناس، ولما وصل الخبر إلى بغراخان [2]، صاحب بلاد ما وراء النهر احتال على الدعاة حتى أوقع بهم وأنفذ برسالة إلى الخليفة القائم بأمر الله بالأمر، فأجيب بالشكر والثناء [3].
ومن أشهر دعاة وفلاسفة المذهب الإسماعيلي الفاطمي المؤيد في الدين هبة الله الشيرازي وعرف أحياناً بالمؤيد فقط، ولكن اللقب الذي غلب عليه هو المؤيد في الدين, يدل على ذلك أن الملك كاليجار البويهي أرسل إليه يقول: لشيخنا وظهيرنا ومعتمدنا المؤيد في الدين عصمة أمير المؤمنين أبي النصر أطال الله بقاءه وأدام عزه وتأييده [4]. وكان هذا الرجل داعياً للمذهب الفاطمي بشيراز [5].
اتصل المؤيد بالسلطان أبي كاليجار البويهي، واستطاع بدهائه أن يكسب عطفه، وأن يظل في شيراز يتابع نشر المذهب الإسماعيلي ثم لم يلبث أن توثقت صلته بالسلطان البويهي حتى طمع في إدخاله في الدعوة الفاطمية، واستطاع المؤيد أن يؤثر فيه، فكتب إليه يقول: إني أسلمت نفسي وديني إليك، وإني راض بجملة ما أنت عليه [6]، ودخل أبو كاليجار في الدعوة الفاطمية وأخذ يجتمع بالمؤيد مساء كل خميس للاستزادة من فهم المذهب الإسماعيلي، ولم يكتف المؤيد بنشر الدعوة في شيراز، بل سافر إلى الأهواز وأدخل في الأذان عبارة «حى على خير العمل» وأمر الناس بإقامة الخطبة للمستنصر الفاطمي [7]، ولكن لم تدم الخطبة على منابر الأهواز طويلاً للخليفة الفاطمي إذ أرسل قاضيها أبو الحسن عبد الوهاب ابن منصور بن المشتري برسالة إلى الخليفة القائم بأمر الله يخبره بالأمر, وأشار عليه أن يعمل على إيقاف الدعوة الفاطمية في بلاد فارس فأنفد الخليفة وزيره أبا القاسم بن المسلمة

[1] اتعاظ الحنفا, للمقريزي (2/ 193).
[2] هو بغراخان الثالث محمود بن يوسف, حاكم بلاد ما وراء النهر.
[3] الأحوال السياسية والدينية في بلاد العراق والمشرق، ص 65.
[4] المجالس المؤيّدية، تحقيق وتعليق محمد الغفّار، ص 7.
[5] المجالس المؤيّدية، تحقيق وتعليق محمد الغفّار، ص 7.
[6] السيرة المؤيدية، ص 61.
[7] ديوان المؤيد في الدين، ص 28، المجالس المؤيدية، ص 9.
نام کتاب : دولة السلاجقة وبروز مشروع إسلامى لمقاومة التغلغل الباطني والغزو الصليبي نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 53
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست