responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : دولة السلاجقة وبروز مشروع إسلامى لمقاومة التغلغل الباطني والغزو الصليبي نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 538
قواته، بحيث جعل الميمنة ميسرة والخلف إلى الأمام وبهذا الأسلوب العسكري التكتيكي أرهب جيوش الروم الكبيرة العدد وأوقع بهم الهزائم [1].
6 - تحريض الفقهاء والقضاة على القتال في ساحات المعارك: تبرز شخصية القاضي أبو الفضل بن الخشاب قاضي حلب المعروف في هذا المجال، فعندما اشتد الحصار الصليبي على حلب عام (513هـ/1119م) أقبل القاضي ابن الخشاب يحرض الناس على القتال وهو راكب على حجر وبيده رمح حيث ألقى فيهم خطبة بليغة، استنهض بها هممهم وألهب مشاعرهم، فأبكى الناس وعظم في أعينهم، حتى أقدموا على قتال الغزاة [2]، ورغم تمكن الحلبيين من تخليص مدينتهم في ذلك العام لم يتردد الصليبيون من محاولة أخرى لأخذ حلب عام 518هـ/1124م وذلك عندما قاموا بتخريب كل القرى المجاورة لحلب، حتى لا يقدموا المساعدة لمدينة حلب, ونزل الفرنج حران ثم حلب من ناحية مشهد الجف من الشمال، وكان للقاضي ابن الخشاب دور في التحريض على صد ذلك الغزو، بل كان له دور في تحريض الأمير آق سنقر البرسقي أمير الموصل, وسيأتي في بيان ذلك بإذن الله عند الحديث عن دور أمراء السلاجقة في الموصل ودمشق وغيرها في صد هجمات الصليبيين.

ثانياً: الشعراء ودورهم في حركة المقاومة:
قام بعض الشعراء بدور كبير في تحريض المسلمين ووصف أحوال الأمة وطبيعة الغزو الصليبي الذي احتل البلاد وهتك الأعراض, ومن أشهر هؤلاء ما قاله القاضي الهروي وقيل: لأبي المظفر الأبيوردي القصيدة التي أولها:
مزجنا دماءً بالدموع السواجم ... فلم يبق منا عرضة للمراجم (3)
وشر سلاح المرء دمع يفيضه ... إذا الحرب شُبَّت نارها بالصوارم (4)

إنه، في هذا المطلع، يصرح ببكاء الناس بكاءً أنزل الدم من العيون لشدته واستمراره، وأنهم بكوا حتى لم يبق فيهم مجال للذم، ولكنه لا يلبث أن يفطن إلى أن البكاء على شدته، لن يغني شيئًا في معركة لا يسعّر نيرانها إلا السيوف القواطع, ومنها:
فإِيها بني الإسلام إن وراءكم ... وقائع يلحقن الذُرا بالمناسم
أتهويمةً في ظل أمن وغبطة ... وعيشٍ كنّوار الخميلة ناعم (5)

[1] موقف فقهاء الشام وقضاتها، ص 122.
[2] المصدر نفسه، ص 129.
(3) المراجم: جمع مرجم وهو القبيح من الكلام.
(4) شُبَّت: سُعِّرت واشتدت.
(5) الهوم: النوم الخفيف. نوار: زهر. الخميلة: الشجر الملتف.
نام کتاب : دولة السلاجقة وبروز مشروع إسلامى لمقاومة التغلغل الباطني والغزو الصليبي نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 538
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست