نام کتاب : دولة السلاجقة وبروز مشروع إسلامى لمقاومة التغلغل الباطني والغزو الصليبي نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 539
وكيف تنام العين ملء جفونها ... على هفوات أيقظت كلَّ نائم
وإخوانكم بالشام يُضحي مقيلهم ... ظهور المذاكي أوبطون القشاعم (1)
تسومهم الروم الهوان، وأنتم ... تجرون ذيل الخفض، فعل المسالم (2)
وهنا يستصرخ الشاعر المتخلفين عن القتال مع إخوانهم المسلمين في بلاد الشام، فيبدأ هذه المقطوعة بتوجيه نداء حار للمسلمين: إيهاً بني الإسلام أنِ اصُحوا من نومكم فما دهمكم من الغزو يجعل أعزتكم أذلة. ثم يعجب لهم ولنومهم، إذ كيف ينامون ملء عيونهم ويعيشون ناعمين آمنين وغير بعيد منهم تجري فظائع الأمور التي تقع على رؤوس إخوانهم من أهل الشام، فلا يجدون وقتاً قصيراً ينامون فيه في بيوتهم، فجلّ أوقاتهم على صهوات خيولهم يحاربون أو تكتب لهم الشهادة فتتخطفهم نسور الجو ولا من يدفن جثثهم، وربما يقعون تحت إذلال أعدائهم من الفرنجة، أما أنتم فيبدو عليكم التقلب في ثبات النعمة كما أنكم مسالمون أو متحالفون مع الأعداء, ومنها:
وكم من دماء قد أبيحت ومن دمى ... تواري حياءً حسنها بالمعاصم (3)
بحيث السيوف البيض محمرة الظبا ... وسمر العوالي دامياتُ اللَّهاذم (4)
وبين اختلاس الطعن والضرب وقفة ... تظل لها الولدان شيب القوادم
وتلك حروب من يغب عن غمارها ... ليسلم يقرع بعدها سنَّ نادم
سَللن بأيدي المشتركين قواصناً ... ستُغْمد منهم في الطُلا والجماجم (5)
يكاد لهن المستجنُّ بطيبة ... ينادي، بأعلى الصوت، يا آل هاشم
وفي هذه الأبيات يصور شراسة المعارك التي وقعت بين المسلمين وأعدائهم من الفرنجة، فقد أبيحت فيها دماء كثيرة من المسلمين, ولقد اقتحم فيها على النساء خدورهن وما وجدن ما يدفعن به عن أجسامهن المصونة غير معاصمهن المشتبكة حياءً وخوفاً، وقد اشتدت هذه الحروب واستحر فيها القتل حتى بدت أسنَّة السيوف والرماح حمراء لاهبة، وحتى إن الصبيان ربما يظهر في شعرهم الشيب لما فيها من هول الطعن والضرب. ثم يعود لتنبيه
(1) المذاكي: مذكيه وهي الفرس قشاعم: جمع قشعم وهو النسر المسن.
(2) الخفض: الغنى.
(3) نصوص من أدب عصر الحروب الصليبية, عمر الساريس، ص 26.
(4) المصدر نفسه، ص 26.
(5) المصدر نفسه، ص 26.
نام کتاب : دولة السلاجقة وبروز مشروع إسلامى لمقاومة التغلغل الباطني والغزو الصليبي نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 539