نام کتاب : دولة السلاجقة وبروز مشروع إسلامى لمقاومة التغلغل الباطني والغزو الصليبي نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 460
الطريق إلى نيقية وهم على غير تعبئة ودون تقدير لمقدرتهم القتالية، إلى أن جرى اكتشاف صدق ما حاق برينالد، فتحولت الإثارة إلى ذعر [1] , وما إن اقتربت هذه الجموع البالغ عددها نحو عشرين ألفاً، من رافد نهر داركون، حتى تلقَّفتهم القوات السلجوقية وأبادتهم ولم ينج منهم سوى ثلاثة آلاف [2] , وعندما سمع الإمبراطور البيزنطي بنبأ الكارثة بادر إلى إرسال بعض السفن نقلت الناجين إلى القسطنطينية [3].
وبهذا تأكد الإخفاق الكامل لحملة العامة التي هي بمثابة التجربة الأولى للصليبيين في قتال السلاجقة ولا مراء في أن النتائج التي تمخضت عن حملة العامة كانت على درجة كبيرة من الأهمية في تاريخ الحروب الصليبية منها:
أ- تأكد للغرب الأوربي أن الاندفاع العاطفي والنوعيات غير المدربة عسكرياً لا تجدي مع الفروسية السلجوقية.
ب- لا بد من بديل عسكري فروسي منظم من أجل تحقيق أية مكاسب عسكرية مستقبلية.
جـ- أدى الفتك بالآلاف من الصليبيين إلى اعتقاد عناصر عديدة في الغرب الأوربي بمسئولية الإمبراطورية البيزنطية عن تلك الكارثة على الرغم من أن الإمبراطور الكسيوس كوميتي أوصى جحافل العامة بضرورة التريث دون جدوى.
د- نلاحظ أن الإمبراطوية البيزنطية ستكون بمثابة الجهة التي سيحملها الغرب الأوربي كل فشل يحل بأية حملة صليبية تصل إلى المنطقة والعجز عن تحقيق أهدافها لأسباب عديدة وفق الظروف التاريخية المختلفة والتي قد لا يكون لبيزنطة مسئولية عنها بالضرورة.
هـ- ومن الملاحظ أن فشل حملة العامة كانت رصيداً إضافياً لميراث الكراهية والحقد الذي نشأ بين الغرب الأوربي وبيزنطة, وسيتصاعد الأمر عند حدوث كارثة 1204م/602هـ والتي ستسقط من خلالها العاصمة البيزنطية تحت أقدام الصليبيين.
و- زد على ذلك، أن من نتائج حملة العامة أن ظهر الإصرار من جانب الغرب الأوربي على قيام حملة جديدة هي حملة الأمراء التي ستتمكن من تحقيق نجاحات
كبيرة في الشرق ستقلب موازين القوى العسكرية وبالتالي السياسية لصالح الصليبيين إلى حد كبير [4]. [1] تاريخ سلاجقة الروم في آسيا، ص 81. [2] تاريخ سلاجقة الروم في آسيا، ص 81. [3] تاريخ سلاجقة الروم في آسيا، ص 81. [4] الحروب الصليبية .. العلاقات بين الشرق والغرب، ص 72.
نام کتاب : دولة السلاجقة وبروز مشروع إسلامى لمقاومة التغلغل الباطني والغزو الصليبي نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 460