نام کتاب : دولة السلاجقة وبروز مشروع إسلامى لمقاومة التغلغل الباطني والغزو الصليبي نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 459
مقتل أربعة آلاف من أهلها الأبرياء وذلك بسبب الحصول على الميرة اللازمة لهم ..
واستمر الغوغاء من أتباع بطرس الناسك، في طريقهم إلى البوسفور ينهبون ويسلبون كل ما يصل إلى أيديهم، حتى وصلوا إلى أسوار القسطنطينية، حيث وجدوا والتر المفلس وجموعه في الانتظار, وهكذا أحس الإمبراطور البيزنطي وشعبه بخيبة أمل واضحة بوصول آلاف الدهماء هؤلاء إلى بلاده، ليحصلوا على الغذاء والكساء، إن لم يكن بالطرق السلمية، فليكن عن طريق السلب والاعتداء على الرعايا الآمنين, ولذلك بدأ الإمبراطور بنقل تلك الجموع إلى الشاطئ الآسيوي للبوسفور، وأشار عليهم بالانتظار قرب البوسفور حتى تصل الجيوش النظامية من الغرب [1]، ونظراً إلى ما اتصفت به الحملة منذ البداية من عدم وجود قيادة موحدة، يُفسَّر ما حدث عقب الانتقال مباشرة إلى آسيا الصغرى، إذ أن جموع الألمان والايطاليين والفرنسيين راحت تتسابق وتتنافس في شن الغارات على المناطق الزراعية، فسلبوا سكان القرى دون تفرقة بين المسلمين والنصارى, واقتربوا من مدينة نيقية عاصمة قلج أرسلان، كما أنهم لم يستجيبوا لنصيحة الأمبراطور البيزنطي بوجوب البقاء في قلعة كيفتوت حيث المعسكر الصليبي وعدم القيام بأي تحرك قبل وصول الحملة النظامية [2]، وقد ابتدأت الاصطدامات الأولى بين الجموع الصليبية والسلاجقة عندما قَرر الصليبيون الزحف باتجاه نيقية، وتجاوز رينالد النورماني هذه المدينة ووصل إلى قلعة أكسيريجون واستولى عليها، واتخذ منها قاعدة انطلاق للإغارة على الأراضي الزراعية المجاورة للقرى القريبة [3]. وقد أثارت هذه التعديات حفيظة قلج أرسلان، فأرسل القائد إيلخانوس على رأس جيش كبير لاسترداد القلعة، فضرب الحصار عليها، فاستبد اليأس بالمحاصرين ([4])،
وقرَّر رينالد أن يستسلم ففتح أبواب القلعة للجيش السلجوقي بعد أن حصل على وعد من قائده بالإبقاء على حياته إذا اعتنق الإسلام، وسيق رينالد وأتباعه ممن اعتنقوا الإسلام إلى أنطاكية وحلب وخراسان، وقُتل من بقي على نصرانيته [5]. بلغت أنباء استيلاء النورمان على القلعة مسامع الصليبيين في كيفيتوت، ولجأ السلاجقة إلى خطة ذكية كي يستدرجوهم إلى كمين سبق إعداده، فأشاعوا نبأ استيلاء القوات النورمانية على نيقية، وأنهم بصدد اقتسام الغنائم [6]، فاشتد الاضطراب في المعسكر، وطلب الجنود السماح لهم بالزحف إلى نيقية ليشاركوا النورمان حصصهم من الغنيمة، وهكذا راحت جموع الصليبيين تتوغل عبر آسيا الصغرى في [1] الجهاد والتجديد في القرن السادس الهجري، ص 90. [2] تاريخ سلاجقة الروم في آسيا الصغرى، ص 80. [3] المصدر نفسه، ص 81. [4] المصدر نفسه، ص 81. [5] المصدر نفسه، ص 81. [6] تاريخ سلاجقة الروم في آسيا، ص 81.
نام کتاب : دولة السلاجقة وبروز مشروع إسلامى لمقاومة التغلغل الباطني والغزو الصليبي نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 459