نام کتاب : دولة السلاجقة وبروز مشروع إسلامى لمقاومة التغلغل الباطني والغزو الصليبي نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 414
الذي يتهم الغزالي بالعزلة عن قضايا العالم الإسلامي .. ولعل الميادين الأربعة التالية التي تضمنتها ميادين الإصلاح عند الغزالي دليل واضح على أن الرجل اختار البدء بالجهاد التربوي في أمة ضربها الخور والتثاقل، وشاع فيها التنكر للقيم الإسلامية تمهيداً لإخراج «الحكماء السياسيين والعسكريين» الذين يقودون الجهاد التنظيمي والعسكري الذي يرفع لواء الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والإيمان بالله، وهذه الميادين هي: نقد السلاطين الظلمة, ومحاربة المادية الجارفة، والدعوة للعدالة الاجتماعية، ومحاربة التيارات
الفكرية المنحرفة [1].
* كتاب إلجام العوام في آخر عمره: يعتبر كتاب «إلجام العوام عن علم الكلام» من آخر مصنفات الإمام الغزالي على الإطلاق وفي هذا الكتاب تظهر أمور مهمة فيما وصل إليه الغزالي في مسيرته للبحث عن الحقيقة, ومن هذه الأمور:
- أنه انتصر في هذا الكتاب لعقيدة السلف منبهًا على أن الحق هو مذهب السلف، وأن من خالفهم في ذلك هو مبتدع [2].
- أنه نهى عن التأويل أشد النهي، داعياً إلى إثبات صفات الله، وعدم تأويلها بما يؤدي بها إلى التعطيل قائلاً بأن: علاج وهم التشبيه أسهل من علاج التعطيل. إذ يكفي أن يقال مع هذه الظواهر «ليس كمثله شيء»، [3] وقال: الدليل على أن مذهب السلف هو الحق: أن تصنيفه بدعة، والبدعة مذمومة وضلالة، والخوض من جهة العوام في التأويل والخوض بهم من جهة العلماء بدعة مذمومة. وكان نقيضه - وهو الكف عن ذلك - سنة محمودة [4]. وذكر بأن: الصحابة والتابعين في طول عصرهم إلى آخر أعمارهم ما دعوا الخلق إلى البحث والتفتيش والتفسير والتأويل والتعرض لمثل هذه الأمور، بل بالغوا في زجر من خاض فيه وسأل عنه وتكلم به. فلو كان ذلك من الدين - أو من مدارك الدين- لأقبلوا عليه ليلاً ونهاراً, ودعوا إليه أولادهم وأهليهم وتشمروا عن ساق الجد في تأسيس أصوله، وشرح قوانينه تشمراً أبلغ من تشمرهم في تمهيد قواعد الفرائض والمواريث وأضاف قائلاً: فنعلم بالقطع من هذه الأصول أن الحق ما قالوه. والصواب ما رأوه لاسيما وقد أثنى عليهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وقال: «خير الناس قرني، ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم» [5]. فمن النتائج التي [1] هكذا ظهر جيل صلاح الدين،، ص 146، 147. [2] إلجام العوام، ص 62. [3] المصدر نفسه، ص 108، أبو حامد الغزالي والتصوف، ص 360. [4] إلجام العوام، ص 96، أبو حامد الغزالي والتصوف، ص 360. [5] مسلم رقم 1967، البخاري، كتاب الشهادات (3/ 151).
نام کتاب : دولة السلاجقة وبروز مشروع إسلامى لمقاومة التغلغل الباطني والغزو الصليبي نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 414