responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : دولة السلاجقة وبروز مشروع إسلامى لمقاومة التغلغل الباطني والغزو الصليبي نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 41
من شرهم، عندما دخل بغداد وقبض على آخر حاكم منهم وهو الملك الرحيم أبو نصر خسرو, وذلك سنة 447هـ, وبعث به مقيداً إلى الري وأسقط اسمه من الخطبة في شهر رمضان من تلك السنة وبذلك زالت الدولة البويهية من الوجود لتأخذ مكانها الدولة السلجوقية [1].
5 - اجتماع السلاجقة على زعامة طغرل بك وتوسع دولتهم: كانت الغنائم التي حصل عليها السلاجقة في معركة دَنَدانقان كثيرة جداً، وبعد انتصارهم في تلك المعركة عاد طغرل بك إلى نيسابور فدخلها مع جموع في أواخر عام 431هـ وأوائل 432هـ [2]، ولم تنج المدينة هذه المرة من النهب، فلما أحرز السلاجقة النصر في هذه المعارك ازدادوا قوة ولحقت بهم جيوشهم المتفرقة في أطراف خراسان، فاشتد وقعهم في القلوب وتقرر الملك لهم، واجتمع بعد ذلك الإخوان جغري بك وطغرل بك مع عمهما موسى بن سلجوق الذي كان يطلق عليه «بيغو» وأبناء أعمامهم وكبار قومهم وقواد جنودهم، وتعاهدوا على الاتحاد والتعاون فيما بينهم [3] ويقول الراوندي: ولقد سمعت أن طغرل بك أعطى لأخيه سهماً وقال له: اكسره. فتناول أخوه السهم وكسره في هوادة، ثم جمع له سهمين فكسرها أيضاً في هوادة ثم أعطاه ثلاثة فكسرها بصعوبة، فلما بلغ عدد السهام أربعة تعذر عليه كسرها، فقال له طغرل بك: إن مثلنا مثل ذلك فإذا تفرقنا هان لأقل الناس كسرنا وأما إذا اجتمعنا فلا يستطيع أحد أن يظفر بنا، فإذا نشأ خلاف بيننا لم يتيسر لنا فتح العالم، وتغلب علينا الأعداء وذهب الملك من أيدينا [4]. وجدد السلاجقة العهد لطغرل بك كقائد أعلى لجيوشهم وسلطان لهم على دولتهم، ورغم أن جغري بك كان أكبر منه سناً، إلا أن طغرل بك كان يتميز بشجاعته النادرة وقوة شخصيته مع تدين ملحوظ وذكاء حاد [5]، وكلها صفات رجحت كفته، وهكذا قامت دولة السلاجقة [6].
وقد شملت فتوح السلاجقة الأولى خراسان وكرمان وأذربيجان وهمدان وجرجان، فقسموا هذه الولايات التي كانوا قد استولوا عليها فيما بينهم [7]، وكانت بلخ من أقوى مراكز السلاجقة في الشرق، ونيسابور في الغرب، ومن هذين المركزين أخذ نفوذهم في الانتشار والتوسع [8]، وقد اختار طغرل بك مدينة الري لتكون حاضرة ملكه [9].

[1] الدولة السلجوقية منذ قيامها، ص 39.
[2] تاريخ البيهقي، ص 695، الدولة السلجوقية منذ قيامها، ص 128.
[3] الدولة السلجوقية منذ قيامها، ص 128.
[4] راحة الصدور للراوندي، ص 165.
[5] النجوم الزاهرة نقلاً عن الدولة السلجوقية، ص 128.
[6] الدولة السلجوقية منذ قيامها، ص 128.
[7] المصدر نفسه، ص 129, تاريخ الإسلام حسن إبراهيم (4/ 10).
[8] الدولة السلجوقية، ص 129.
[9] راحة الصدور للراوندي، ص 104, الدولة السلجوقية، ص 129.
نام کتاب : دولة السلاجقة وبروز مشروع إسلامى لمقاومة التغلغل الباطني والغزو الصليبي نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 41
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست