responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : دولة السلاجقة وبروز مشروع إسلامى لمقاومة التغلغل الباطني والغزو الصليبي نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 146
عطاش أسيراً هو وابنه فقتلا، وحمل رأساهما إلى بغداد [1]، لم يحصل السلطان محمد على هذا النصر في أول لقاء مباشر بينه وبين هذه الطائفة بثمن بخس، وإنما واجه كثيراً من المواقف الحرجة التي صمد أمامها حتى تحقق هدفه, ومن ذلك أنه لما عزم على حربهم في رجب من عام 498هـ استخدم المشايعون لهم في عسكره حرب الشائعات، ليصرفوه عن غايته، فأذاعوا أن قلج أرسلان سلطان سلاجقة الروم، قد ورد بغداد وملكها، وافتعلوا في ذلك مكاتبات ثم أظهروا أن خللاً حدث بخراسان، وكان هدفهم من ذلك كله إبعاد السلطان عن أصفهان حتى لا يتحقق الهدف الذي يسعى إليه، لكن السلطان توقف حتى تحقق من بطلان الشائعات فانصرف لغايته [2].
- محاولة الباطنية الإسماعلية هدم شرعية قتالهم: عندما شدد السلطان محمد بن ملكشاه الحصار عليهم لجأ الباطنية إلى الخداع، فكتبوا إلى الفقهاء السنيين يطلبون فتواهم في قوم يؤمنون بالله ورسوله، ولكن يخالفون الإمام هل يجوز للسلطان مهادنتهم وموادعتهم، وأن يقبل طاعتهم، ويحرسهم من كل أذى؟ وكادت اللعبة تنجح بعد أن أفتى أكثر الفقهاء بجواز ذلك، وتوقف البعض عن الفتوى، فجمع السلطان الفقهاء للمناظرة، فانتصر رأي الفقيه الشافعي أبي الحسن على بن عبد الرحمن السمنجاني الذي أفتى بإباحة دمائهم نظراً لرأيهم في الإمام الذي يستطيع أن يحرم عليهم ما أحل الله، ويحل لهم ما حرم الله، وتكون طاعته في هذه الحالة - حسب اعتقادهم فيه - واجبة [3]. كان هدف الباطنية من هذه الخطوة أن يهدموا شرعية قتِالهم، حتى يضعف السلطان وينصرف الجند والناس عنه ما دام يقاتل قوماً مؤمنين، ولما لم تفلح هذه الخطة لجأوا إلى المطاولة وكسب الوقت، فطلبوا من السلطان أن يرسل إليهم من يناظرهم، فصعد إليهم بعض العلماء، ثم عادوا بغير طائل، وأخيراً طلبوا أن يؤمنوا ويتركوا القلعة مقابل أن يوصلهم السلطان إلى بعض قلاعهم الأخرى على دفعات، فإذا عاد إليهم من أخبرهم بوصول الدفعة الأولى إلى القلاع سالمين، نزل ابن عطاش ومن بقي معه ليوصلهم السلطان إلى الحسن الصباح في «ألموت»، ووافق السلطان محمد على ذلك، ووصل الفوج الأول إلى القلاع التي عينوها، فلما تأكد ابن عطاش أن أتباعه وصلوا سالمين نقض عهده، واستمر في العناد إلى أن انتهت مقاومته وسقط أسيراً [4].
وكان هذا النصر الذي حققه السلطان محمد على أحمد بن عبد الملك بن عطاش في أصفهان دافعاً إلى ملاحقة الباطنية، وخاصة في عاصمتهم «ألموت» ففي عام 503 هـ، أرسل وزيره أحمد بن

[1] التاريخ السياسي والفكري للمذهب السني، ص 140.
[2] التاريخ السياسي والفكري للمذهب السني، ص 140.
[3] المصدر نفسه، ص 141.
[4] الكامل في التاريخ, نقلاً عن التاريخ السياسي والفكري، ص 141.
نام کتاب : دولة السلاجقة وبروز مشروع إسلامى لمقاومة التغلغل الباطني والغزو الصليبي نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 146
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست