responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : دولة السلاجقة وبروز مشروع إسلامى لمقاومة التغلغل الباطني والغزو الصليبي نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 144
مع أهل بيته إلى أن اتهم بالميل إليهم، وتبين له خطرهم وأشار عليه أعوانه أن يفتك بهم قبل أن يعجز عن تلافي أمرهم، فأذن السلطان في قتلهم في عام 494هـ فأخذوا من خيامهم، وأخرجوا إلى ميدان عام فقتلوا فيه: ولم يفلت منهم إلا من لم يعرف [1]، ويذكر أبو الفرج بن الجوزي: أن القتلى بلغوا ثلاثمائة [2] وسرعان ما تتبعهم أمراء الأقاليم فقد قتل «جاولي سقاوو» خلقاً كثيراً منهم بمنطقة «خوزستان» يقارب الثلاثمائة [3]، وأرسل بركيارق إلى الخليفة العباسي يشير عليه بتتبع الموجودين منهم في عاصمة الخلافة، فأمر بالقبض على قوم يظن فيهم ذلك «ولم يتجاسر أحد أن يشفع في أحد لئلا يظن ميله إلى ذلك المذهب» [4].
وطاردهم السلطان سنجر في نفس العام 494هـ فقتلت عساكره منهم خلقاً كثيراً، وحاصروا قلعة «طبس» وخربوا سورها وأوشكت على السقوط، فلجأ الباطنية إلى رشوة قائد العسكر الأمير «بزغش» واستنزلوه عما كان يريده منهم فرحل عنهم وتركهم فأعادوا عمارة ما انهدم من سورها وملأوها ذخائر من سلاح وأقوات وغير ذلك ثم عاودهم «بزغش» سنة 497هـ ومعه كثير من المتطوعة إلى قلعة «طبس» مرة أخرى فخربها هي وما جاورها من القلاع والقرى، وأكثر فيهم القتل والنهب والسبي، ومع ذلك فإن أصحاب سنجر أشاروا عليه بأن يؤمنهم مقابل ألا يبنوا حصناً ولا يشتروا سلاحاً، ولا يدعوا أحداً إلى مذهبهم [5].
وقد أثار هذا الصلح سخط كثير من الناس على سنجر، بسبب ما وقع عليهم من أذى بأيدي هذه الفئة، ولعلمهم أيضاً بأنهم لن يحترموا هذا الأمان ولا هذا الصلح، وهذا ما حدث بالفعل، ففي عام 498هـ خرج جمع كبير منهم من قلعة «طريثيت» قرب مدينة بيهق وأغاروا على النواحي المجاورة لهم، وأكثروا من القتل ونهب الأموال، وسبي النساء «ولم يقفوا على الهدنة المتقدمة» [6]، وكان عام 498هـ هو نهاية المرحلة التي قاوم السلاجقة فيها نفوذ الباطنية مقاومة فيها الكثير من الحذر بسبب الخلاف الذي كان محتدماً بين أفراد البيت السلجوقي، واستغلال الباطنية هذا الخلاف في التسلل إلى المراكز المهمة في بلاط السلاطين وليس أدل على وجود هذا النفوذ من موقف قائد سنجر عندما قبل رشوتهم في عام 494هـ ورحل عنهم بعد أن أوشكت قلعتهم على السقوط، ثم عندما عقد معهم سنجر معاهدة الأمان في عام 497هـ، بعد أن أنزل بهم عساكره خسائر فادحة، إن هذا التهاون معهم في

[1] الكامل في التاريخ, نقلاً عن التاريخ السياسي والفكري، ص 138.
[2] المنتظم (9/ 121).
[3] الكامل في التاريخ, نقلاً عن التاريخ السياسي والفكري، ص 138.
[4] المنتظم (9/ 121).
[5] الكامل في التاريخ, نقلاً عن التاريخ السياسي والفكري، ص 138.
[6] دائرة المعارف الإسلامية (3/ 377) , مادة إسماعيلية.
نام کتاب : دولة السلاجقة وبروز مشروع إسلامى لمقاومة التغلغل الباطني والغزو الصليبي نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 144
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست