responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : دولة السلاجقة وبروز مشروع إسلامى لمقاومة التغلغل الباطني والغزو الصليبي نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 108
صفات روحية فائقة فليس أمام حشد المريدين وقطعان الأتباع المقلدين له إلا الدخول في طاعته، والامتثال لأوامره والانصياع لتوجيهاته، بلا نظر وتبصر وتحقيق، فيتحولون في الغاية والنهاية إلى أدوات صمّاء جامدة لا إرادة لها ولا تدبير يحركها الزعيم المتأله الروحي، كما شاء وأراد فهو المطاع الذي تنحسر إزاء إرادته ومشيئته إرادة الجميع .. يفعلون ما يؤمرون بلا عقل أو وعي أو ضمير [1].
و- التدرج في الدعوة: قامت الحركات الباطنية على أساس من التشكيلات الهرمية المتدرجة في القيادة والمسئولية وكسب المؤيدين والأتباع وعدم كشف أسرارهم الكبرى إلى كل أحد من الناس إلا بعد تدرجّه في مراتب التنظيم على وفق خطة مدروسة دقيقة يتوقف فيها الداعي مع من يريد كسبه إلى المرحلة التي يراها مناسبة له، ثم يستمر مع من يجد في نفسه قبولاً واستعداداً، فيكشف له أسرار الدعوة الخفيّة في نهاية الأمر بعد أن يكونوا قد وثقوا به الوثوق كله وأخذوا عليه العهود والمواثيق. وقد ذكر ابن النديم ما يؤيد التدرج في الدعوة الباطنية من خلال كتابهم «البلاغات السبعة» وقال: لهم البلاغ الثاني لفوق هؤلاء قليلاً، كتاب البلاغ الثالث لمن دخل في المذهب سنة, كتاب البلاغ الرابع لمن دخل في المذهب سنتين، كتاب البلاغ الخامس لمن دخل في المذهب ثلاث سنين، وكتاب البلاغ السابع وفيه نتيجة المذهب والكشف الأكبر [2] وذكر ابن النديم أن كتب الباطنية كانت شائعة متداولة بين الناس أيام معز الدولة البويهي وأن الدعاة منبثون في كل صقع وناحية [3].
6 - من أساليب الباطنية: حاول دعاة الباطنية خداع جماهير الناس بأساليب عديدة منها:
أ مظاهر التدين: عمل زعماء الدعوة الباطنية على التظاهر بالإسلام والالتزام بتعاليمه والغلو فيه من أجل الوصول إلى غاياتهم وتحقيق برامجهم الداعية إلى هدم الشريعة الإسلامية ومن ثم إدخال التأثيرات الغربية في دائرة الفكر الديني الإسلامي [4]، يقول ابن الجوزي: إن الثنوية والمجوس أرادوا إرجاع مماليكهم وإبطال الإسلام ولكنهم رأوا ضرورة إخفاء مقاصدهم بالتستر بالإسلام [5].
وقد أشار الغزالي إلى تظاهر دعاتهم بالتدين والأخلاق الفاضلة في أول اجتماعهم مع المبتدئين، قال: وقد رسموا للدعاة والمؤذنين أن يجعلوا مبيتهم كل ليلة عند واحد من المستجيبين، ويجتهدوا في استصحاب من له صوت طيب في قراءة القرآن ليقرأ عندهم زمانا،

[1] المصدر نفسه، ص 136.
[2] التسلل الباطني في العراق، ص 139.
[3] المصدر نفسه، ص 140.
[4] المصدر نفسه، ص 148.
[5] المنتظم (5/ 110).
نام کتاب : دولة السلاجقة وبروز مشروع إسلامى لمقاومة التغلغل الباطني والغزو الصليبي نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 108
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست