responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : دولة السلاجقة وبروز مشروع إسلامى لمقاومة التغلغل الباطني والغزو الصليبي نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 106
وتجرد لردّها في أوقات، منها بالمجاهرة، ومنها بالحيلة سراً، فأحدثوا لذلك في الإسلام حوادث منكرة [1]، وكانت هذه السرية تشمل سرية الوسائل وسرية الأهداف معاً، كما تشمل السرية رجالات هذه الحركة [2]، ويشير الدكتور حسن إبراهيم حسن إلى شدة السرية في الحركة العبيدية [3] الفاطمية، ولذلك آمنت معظم الفرق الباطنية باستتار الإمام الذي لا ينبغي أن يتفوه باسمه، أو قالت بغيبته وعدم ظهوره إلاّ حينما يجد الوقت المناسب لذلك [4].
د- اختيار البيئة الملائمة: اهتمت الدعوة الباطنية بدراسة البيئة التي تحاول أن تبث فيها أفكارها وعقائدها وتنشئ فيها تنظيماتها، فكانت تشترط على دعاتها الذين تميزوا بقوة الذكاء وحضور الفطنة، أن يكونوا متوقدي الفراسة في اختيار المناطق التي ينشرون فيها أفكارهم وانتقاء الشرائح الاجتماعية التي يمكن أن تتقبل دعوتهم وأن يميزوا «بين من يجوز أن يطمع في استدراجه ويوثق بلين عريكته لقبول ما يلقى إليه على خلاف معتقده، فربّ رجل جمود على ما سمعه لا يمكن أن ينتزع من نفسه ما يرسخ فيه، فلا يضعف الداعي كلامه مع مثل هذا، وليقطع طمعه منه، وليلتمس من فيه انفعال وتأثر بما يلقي إليه من الكلام» [5] لذلك انتشرت الدعوة الباطنية في البيئات التي يكثر فيها الجهل والضلالات، وبلاد الأعاجم التي جهل عوامهم فيها الإسلام بسبب جهل عوامهم باللغة العربية ورسوخ كثير من الديانات والمذاهب القديمة، كبلاد المشرق، وقد اهتم دعاة الباطنية بهذه الأصناف من الناس في دعوتهم ([6]):
- العوام والجهلاء من أهل السواد وجفاة الأعاجم وسفهاء الأحداث، ممن لم يطلعوا على الإسلام حق الاطلاع, قال الغزالي: ولعل هذا الصنف هم أكبر الناس عدداً، وكيف يستبعد قبولهم لذلك ونحن نشاهد جماعة في بعض المدائن القريبة من البصرة يعبدون أناسا يزعمون أنهم ورثوا الربوبية من آبائهم المعروفين بالشباسية [7]. وقد اعتقدت طائفة في عليّ - رضي الله عنه - أنه إله السماوات والأرض رب العالمين [8].
- ألموتورون الحاقدون من أبناء الأكاسرة والدهاقين وأولاد المجوس الذين انقطعت الدولة عن أسلافهم بدولة الإسلام فاستمكن الحقد في صدورهم كالداء الدفين، فإذا ما وجد من يحركه اشتعلت نيرانه في قلوبهم، فأذعنوا لآية دعوة تشوقهم إلى إدراك ثأرهم من المسلمين.

[1] الفهرست، لابن النديم, ص 39.
[2] التسلل الباطني في العراق، ص 129.
[3] عبيد الله المهدي، ص 270، 271.
[4] التسلل الباطني في العراق، ص 130.
[5] المصدر السابق، ص 132.
[6] منسوبة إلى شباس أوابن الذي كان بالبصرة في سنة 450هـ.
[7] فضائح الباطنية، ص 34.
[8] التسلل الباطني في العراق، ص 133.
نام کتاب : دولة السلاجقة وبروز مشروع إسلامى لمقاومة التغلغل الباطني والغزو الصليبي نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 106
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست