نام کتاب : دولة السلاجقة وبروز مشروع إسلامى لمقاومة التغلغل الباطني والغزو الصليبي نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 105
هذا المعنى لعل من أكثرها تعبيراً عن ذلك قولهم [1]: وينبغي لإخواننا أيّدهم الله ألا يعادوا علماً من العلوم أو يهجوا كتاباً من الكتب ولا يتعصبوا على مذهب من المذاهب لأن رأينا ومذهبنا يستغرق المذاهب كلها ويجمع العلوم جميعها [2].
ب انتقاء الدعاة: عملت هذه الحركة على انتقاء الداعى إلى دعوتهم في حدود مواصفات دقيقة تواضعوا على ضرورة توافرها فيه، إذ هو الأداة التي يتوصل بها إلى أفراد المجتمع والنافذة التي تظل بها الدعوة الباطنية على العالم الخارجي، ومن أبرز الصفات التي ينبغي أن تتوافر في الداعي أن يكون فطناً ذكياً صحيح الحدس صادق الفراسة متفطناً للبواطن بالنظر إلى الشمائل والظواهر، وأن يكون في أسلوب عمله متبعاً لثلاثة أمور:
- أن يميز من يجوز أن يطمع في استدراجه بلين عريكته لقبول ما يلقي إليه من العقائد والمبادئ المخالفة لما ألفه واعتقد به أصلاً.
- أن يكون ذكي الخاطر قوي الحدس في القدرة على تعبير الظواهر وردّها
إلى البواطن.
- أن يدرس عقيدة المدعو وميله في طبعه ومذهبه قبل الإقدام على مخاطبته.
ولكي يتمتع الداعي بهذه الصفات لابد من إعداده إعداداً خاصاً في مدارس معينة تستطيع أن تقدم له كل أساليب الحيلة وصنوف المعرفة، وقد قامت الدولة الفاطمية العبيدية، بإنشاء المدارس السرية الخاصة بإعداد الدعاة، فكانت أولى هذه المدارس في مدينة المهدية قاعدة الدولة الفاطمية العبيدية في عهد مؤسسها عبيد الله المهدي ثم راجت في المنصورية في عهد حفيده المنصور، ثم في القاهرة في عهد المعزّ ومن جاء بعده من حكام العبيديين فكانت هذه المدارس تخرج الدعاة الذين ينبثون في عامة البلاد الإسلامية ينشرون هذا المذهب ويكونون على اتصال دائم بمركز الدعوة والدولة [3].
ج- السرية: تشكل البنية التنظيمية للجمعيات الباطنية بصورة جمعيات سرية لها درجاتها ورموزها ومراتبها ودعاتها وقادتها وأساليب عملها المتقنة، ولهذه الجمعيات السرية عهود ومواثيق مقدسة واحتفالات دينية تضفي من خلالها على هياكلها التنظيمية معنى القداسة الروحية [4]، ويشير ابن النديم إلى هذه السرية عند كلامه عن بني القداح أساس البلاء في الحركات الباطنية بقوله: وقد كان قبل بني القداح قريب ممن يتعصب للمجوس ودولتها، [1] التسلل الباطني في العراق، مكي خليل، ص 126. [2] رسائل إخوان الصفا, نقلاً عن التسلل الباطني في العراق، ص 126. [3] عبيد الله المهدي، حسن إبراهيم حسن، ص 58. [4] التسلل الباطني في العراق، ص 129.
نام کتاب : دولة السلاجقة وبروز مشروع إسلامى لمقاومة التغلغل الباطني والغزو الصليبي نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 105