responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : دولة الموحدين نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 219
ولم يقم بشيء من شؤون الحكم سوى أن عيّن لولاية عهده ولده أبا يعقوب يوسف الملقب بالمستنصر بالله وكان يومئذ طفلا في العاشرة من عمره ولما انتهى من هذا التعيين، ترك شؤون الحكم كلها للطفل ووزرائه واعتكف في قصره وحدائقه بمراكش، واطلق العنان لأهوائه وملاذه وقضى أمدا لا يجاوز العام في هذا اللهو الصاخب ثم دس له خدمه السم وتوفي مسموما بأمر من وزرائه، لأنه كان قد عزم على قتلهم، فعاجلوه بالقتل. فمات ولما يجاوز الرابعة والثلاثين من عمره في 11 شعبان 610 هـ / 25 كانون الأول "ديسمبر" سنة 1214 م، بعد أن حكم خمسة عشر عاما وبضعة أشهر [1].
وبعد موت السلطان الناصر بدأ الانحدار في دولة الموحدين والصراع الداخلي والاهداف الخسيسة تظهر بين زعماء الموحدين.
والذي يقلب صفحات تاريخ تلك الفترة من الدولة الموحدية يدرك مدى الخزي والعار والاستهانة بديار المسلمين من اجل تحقيق مصالح شخصية على حساب الشعوب والعقيدة والمقدرات وهكذا توضع امور الدول في يد اشخاص يخونون الله وروسوله وقرآنه وشعوبهم بعد ان ماتت ضمائرهم، فنجد هنا ادريس المأمون بن المنصور يزحف من الأندلس ويقرر العبور إلى المغرب معتمدا على محالفة العرب ومعاونة قوات مسيحية من جنود قشتالة يقدر عددها بخمسمائة فارس مقابل التنازل عن عشرة حصون بالاندلس لمملكة قشتالة وقبوله ببناء كنيسة في مراكش تجاور جامع القرويين وهكذا دخلت دولة الموحدين في صراع داخلي عنيف كلف الموحدون دماء وأموالا، وتفككا داخليا وسقطت دولة الموحدين بعد فترة طويلة من الصراع والانحدار

[1] انظر: العقاب ص57.
نام کتاب : دولة الموحدين نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 219
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست