أولاً: ثورة بني غانية:
شغل محمد الناصر عند استلامه حكم الموحدين بثورة آل غانية التي نشطت من جديد والتي تمكنت من الاستيلاء على تونس والمهدية وبلاد الجريد والدعاء فيها للخليفة العباسي جرياً على عادة أسلافهم المرابطين واستطاع عبد الله بن غانية أن ينظم فلول المرابطين ويجعلهم شوكة في حلق الموحدين، لقد كانت أسرة بني غانية لها نفوذ من زمن المرابطين واستعمل السلطان المرابطي علي بن يوسف رجلين منهما في الاندلس وهما محمد ويحيى، وكان يحيى وهو الأكبر من أخيه محمد، حسنة من حسنات الدهر، اجتمع له من المناقب ما افترق في كثير من الناس، منها أنه كان رجلاً صالحاً شديد الخوف من الله عز وجل، والتعظيم له والاحترام للصالحين، هذا مع علو قدم في الفقه، واتساع في رواية الحديث وكان مع هذا شجاعاً فارساً إذا ركب عُدّ وحده بخمسائة فارس. وكان علي بن يوسف بن تاشفين الملثمي يعده للعظائم ويستدفع به المهمات، وأصلح الله على يديه كثيراً من جزيرة الاندلس، ودفع به عن المسلمين غير مرة مكاره كانت قد نزلت بهم، منها انقاذ جزيرة فراغة في شمال شرق الاندلس عام 529هـ من ألفونسو ملك أراغون، بعد ما أحتل هذا سرقسطة وتطليه وقلعة أيوب.
وليّ علي بن يوسف بن تاشفين يحيى بن غانية مدينة بلنسية، ثم عزله عنها ليوليه قرطبة، فلم يزل بها والياً الى أن مات، وبموته كانت أولى الفتنة على [1] انظر: موسوعة المغرب العربي (3/ 236).
نام کتاب : دولة الموحدين نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 198