نام کتاب : دولة الموحدين نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 197
المبحث الرابع
الخليفة الموحدي
أبو محمد عبد الله الناصر
توفى الخليفة الموحدي يعقوب المنصور عام 595هـ/1199م وقد أثارت وفاته حزناً عميقاً في الاوساط الاسلامية المغربية ذلك لأن كثير من الناس كذبوا وفاته وقال البعض أنه قد تخلى عن الملك وذهب خفية الى الاندلس حيث يرابط في ثغورنا لجهاد الكفار وقال البعض الآخر بل إنه توجه الى البيت الحرام وجاور في المدينة عند قبر الرسول صلى الله عليه وسلم حيث يخفى أمره وقال فريق ثالث بل إنه رحل الى الآراضي المقدسة بفلسطين لجهاد الصليبين هناك. وقد كذب المؤرخون هذه الروايات وكما علمنا فإنه قد مات في المغرب ودفن بجوار آبائه في تينملل [1] إلا أنه في الوقت نفسه حركت وفاته أطماع الطامعين من خصوم دولة الموحدين من جديد، وخلفه ابو محمد عبد الله الملقب بالناصر وكان عمره يوم ارتقاء عرش سلطنة المغرب والاندلس ثمانية عشرة عاماً حيث إنه ولد في عام 576هـ/1180م.
وتولى الحكم عام 595هـ/1199م وقد كان شاباً طموحاً معتزاً بنفسه وبرأيه قليل الذكاء ولا يحترم أصحاب الخبرات الواسعة من رجالات دولة الموحدين، وأستبد بالأمور ورفض النصائح من أقرب المقربين من رجاله وكان والده قد أطلعه على سير الامور في البلاد وأمره بأن لا يقطع برأي حاسم يهم البلاد دون مشاورة أبي حفص محمد أبي حفص إلا ان ابا محمد عبد الله الناصر [1] انظر: موسوعة المغرب العربي (3/ 236).
نام کتاب : دولة الموحدين نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 197