نام کتاب : دولة الموحدين نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 173
قطعة منه: {إرجع إليهم فلنأتينهم بجنود لا قبل لهم بها، ولنخرجنهم منها أذلة وهم صاغرون} (سورة النمل، الآية 371). الجواب ما ترى لا ما تسمع.
ولا كُتْبَ إلا المشرفية عنده
ولا رُسُل إلا الخميس العرمرم (1)
لقد اشتد غضب أبي يعقوب المنصور على ألفونسو الثامن وغطرسته، وأخذته غيرة الإسلام، فبادر بالتأهب للجهاد في الأندلس، وأمر أن يداع الخطاب في جنود الموحدين ليثير غيرتهم، وضج الناس وصاحوا بشعارات الجهاد، وأمر السلطان الموحدي بإخراج أخراق القبة الحمراء وسيفه الكبير إيذانا بالدعوة العامة إلى الجهاد، وأمر الجند الذين اجتمعوا من كل صوب بالسير إلى سبتة، وإلى غيرها من أمكنة العبور إلى الأندلس.
ودوَّت صيحات الجهاد في جميع أنحاء المغرب، من مدينة سلا على المحيط الأطلسي، حتى برقة شرقا على حدود مصر، ضد النصارى الذين غدوا خطرا على الإسلام. في الوقت نفسه الذي كانت أخبار انتصار صلاح الدين على الصليبيين في حطين واستعادة مدينة القدس من أيدي الصليبين قد وصلت إلى مسامع المغاربة وأحيت قلوبهم وطهرت نفوسهم وتعلقوا بالشهادة في سبيل الله بل نجد أن بعض المغاربة فضل الذهاب إلى الشام والانصواء تحت لواء الناصر صلاح الدين الأيوبي.
لقد استجاب الرجال والشيوخ والشباب وسكان الصحاري والمدن والقرى والهضاب والشواطي والجبال في أنحاء المغرب الكبير إلى نداء الجهاد وانضموا إلى ألوية الجهاد في أسبانية، وبدأ الخطر الداهم ينذر الغرب في
(1) وفيات الأعيان (7/ 7).
نام کتاب : دولة الموحدين نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 173