نام کتاب : دولة الموحدين نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 147
قبيلة غمارة وكانت هذه الثورة أخطر من سابقتها على دولة الموحدين ولذل خرج لهم الخليفة الموحدي على رأس جيوشه الجرارة للقضاء عليها وفي الثالث من شهر رمضان من سنة اثنين وستين وخمسمائة تمكن الموحدون من انزال الهزيمة بقبائل غمارة المنحازة إلى هذا الجبل. وكانت هذه الهزيمة سببا في دخول الكثيرين من غمارة في طاعة الموحدين وأصبحت قوات الموحدين تحرز انتصاراً بعد انتصار وتلاحق المتمردين من الثوار حتى استطاعت أن تلقي القبض على سبع بن منحفاد ثم قتل وصلب ليكون عبرة لغيره وكان ذلك في عام 562 هـ. وهكذا تمكن الموحدون من القضاء على الثورة التي هزت كيان دولتهم واضعفت قوتهم وأوهنت شوكتهم وبذلك الانتصار اضطرت كثير من القبائل المغربية الى الطاعة والإذعان لدولة الموحدين.
غير أن الموحدين ما كادوا يقضون على ثورتي صنهاجة وغمارة، حتى التهبت ثورة أخرى في سنة ثالث وستين وخمسمائة (563 هـ)، ووقعت بجبل تاسررت في المغرب الأقصى ونواحيه وجرد جيش موحدي قوي إلى الثوار، بقيادة السيد أبي حفص عمر، تمكن من إخماد الثورة والقضاء على رؤوسها.
بعد ذلك هدأت الأمور في دولة الموحدين بعض الوقت وهدأت البلاد، سواء في المغرب أو الأندلس، ودخلت دولة الموحدين في فترة من الهدوء عمها الإطمئنان والراحة، فانتعشت الزراعة والصناعة وراجت الحركة التجارية [1].
رابعاً: الثورة في المنطقة الشرقية من المغرب الأقصى:
بسبب الظلم الذي تعرض له أهل قفصة في المغرب الأوسط اندلعت ثورة [1] انظر: سقوط دولة الموحدين ص96،97،98.
نام کتاب : دولة الموحدين نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 147