نام کتاب : دولة الموحدين نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 138
"فيها مات صاحب المغرب عبد المؤمن بن علي، وخلفه من بعده في الملك ابنه يوسف وحمل أباه إلى مراكش على صفة أنه مريض، فلما وصلها أظهر موته فعزاه الناس وبايعوه على الملك من بعد أبيه، ولقبوه أمير المؤمنين، وقد كان عبد المؤمن هذا حازماً شجاعاً، جواداً معظماً للشريعة، وكان من لايحافظ على الصلوات في زمانه يقتل، وكان إذا أذن المؤذن وقبل الأذان يزدهم الخلق في المساجد، وكان حسن الصلاة ذا طمأنينة فيها، كثير الخشوع، ولكن كان سفّاكاً للدماء، حتى على الذنب الصغير، فأمره إلى الله يحكم فيه بما يشاء ... ) [1].
إن المتتبع لتاريخ عبد المؤمن بن علي يلاحظ بوضوح أن حماسه لدعوة بن تومرت تبدد حيث انشغل بالأمور السياسية والعسكرية واكتفى بالقيام بزيارة قبر ابن تومرت بين الفينة والأخرى، كرمز على محبته له ولدعوته، أما العمل على تأصيلها في نفوس الناس ونشرها في أماكن جديدة فلم يذكر المؤرخون - على حسب اطلاعي - أنه قام بشيء من هذا، ويدل على ذلك أن عبد المؤمن لما بسط سلطانه على بلاد المغرب والأندلس لم تنتشر دعوة ابن تومرت في تلك الديار، ولم تتأصل محبتها في قلوب سكانها كما تأصلت عند سكان بلاد المغرب الأقصى الذين انتشرت بينهم تلك الدعوة في عصر بن تومرت ولم يسر ظل الدعوة الموحدية جنباً إلى جنب مع الظل السياسي للدولة في عهد عبد المؤمن وإن كان استمر على نفس البرنامج التعليمي الذي وضعه بن تومرت واصدر أوامره إلى كافة الموحدين بشأن ضرورة المحافظة على تعاليم ابن تومرت والعمل على نشرها وكان ذلك تكتيكاً من عبد المؤمن لكي يحافظ [1] البداية والنهاية (12/ 264)
نام کتاب : دولة الموحدين نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 138