نام کتاب : دولة الموحدين نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 129
فلا تتوانوا فالبدارُ غنيمةٌ
وللمُدْ لج السّاري صفاء المناهلِ (1)
وكانت الشعراء تقصد عبد المؤمن لمدحه، ولما قال فيه التِّفاسي قصيدته:
ماهزَّ عطفيه بين البيض والأسلِ
مثل الخليفة عبد المؤمن بن علي
أشار إليه أن يقتصر على هذا المطلع، وأمر له بألف دينار [2] ولما سار عبد المؤمن بجيوشه ونزل جبل طارق، وسمّاه جبل الفتح، فأقام أشهراً، وبنى هناك قصوراً ومدينة، ووفد إليه كبراء الأندلس، وقام بعض الشعراء منشداً:
ماللعدى جُنَّةٌ أوقى من الهرب
أين المعزُّ وخيلُ الله في الطلب
وأين يذهب من في رأس شاهقة
وقد رمته سهامُ الله بالشُّهُـ، ب
حدِّث عن الروم في أقطار أندلسٍ
والبحر قد ملأ البرَّينِ بالعَرَبِ
فأعجب بها عبد المؤمن وقال: بمثل هذا يمدح الخلفاء [3] وبعد أن أطمأن عبد المؤمن إلى سلامة الخطوات التي اتخذها في سبيل أن تكون له السيادة الكاملة في الدولة، وضمن تحطم نفوذ الشخصيات البارزة في مجموعة الموحدين، وتأكد له ولاء أغلب الطبقات في النظام الجديد، وبعد أن ضمن حماية نفسه وأسرته بمجموع بني هلال وسليم التي أنزلها في أحواز مراكش،
(1) انظر: سير اعلام النبلاء (20/ 373) [2] انظر: سير اعلام النبلاء (20/ 370) [3] انظر: سير اعلام النبلاء (20/ 372)
نام کتاب : دولة الموحدين نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 129