نام کتاب : صلاح الدين الأيوبي وجهوده في القضاء على الدولة الفاطمية وتحرير بيت المقدس نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 595
إلى جنب مع صلاح الدين [1] ومما جاء في رسائل القاضي الفاضل لصلاح الدين من النصح والإرشاد قوله: ..
وهذا دين ما غلب بكثرة ولا نُصر بثروة، وإنما اختار الله تعالى له أرباب نيَّات، وذوي قلوب معه وحالات، فليكن المولى نعم الخَلفُ لذلك السلف "لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة" (الأحزاب، الآية: 21) واشتدي أزمة تنفرجي والغَمرَات تذهب ثم لا تجي، والله تعالى يُسمُع الأُذُن ما يُسُّر القلب، ويصرف عن الإسلام وأهله غاشية هذا الكرب، ونستغفر الله العظيم، فإنه ما ابتلى إلا بذنب [2] وجاء في كتاب آخر له: إنما أتينا من قبل أنفسنا، ولو صَدَقناه لعجَّل لنا عواقب صدقنا، ولو أطعناه لما عاقبنا بعدونا، ولو فعلنا ما نَقْدِرُ عليه من أمره لفعل لنا مالا نقدر عليه إلا به، فلا يستخصم أحدٌ إلا عمله، ولا يَلُم إلا نفسه ولا يَرجُ إلا ربَّه ولا ينتظر العساكر أن تكثر، ولا الأموال أن تحضر ولا فلان الذي يعتقد عليه أن يُقاتل، ولا فلان الذي ينتظر أنه يُشير، فكل هذه مشاغل عن الله ليس النَّصر إلا بها ولا نأمن أن يكلنا الله إليها والنَّصر به، واللُّطف منه، والعادة الجميلة له ونستغفر الله سبحانه من ذنوبنا، فلولا أنها تسدُّ طريقَ دُعائنا لكان جواب دعائنا قد نزل وفيض دموع الخاشعين قد غسل ولكن في الطريق عائق، خار الله لمولانا في القضاء السابق واللاحق (3)
ومن كتاب آخر: وعسكرنا لا يشكو والحمد لله منه خوراً إنما يشكو منه ضجراً والقوى البشرية لابد أن يكون لها حدُّ والأقدارُ الإلهية لها قصد، وكلُّ ذي قصد خادم قصدها، وواقف عند حَدَّها وإنما ذكر المملوك هذا ليرفع المولى من خاطره مَقْتَ المتقاعس من رجاله، كما يثبت فيه شكر المسارع من أبطاله قال الله تعالى: "فاعف عنهم واستغفر لهم وشاورهم في الأمر" (آل عمران، الآية 159 يا مولانا، أليس الله تعالى أطلّع على قلوب أهل الأرض فلم يؤهل، ولم يستصلح، ولم يختر، ولم يسهل ولم يستعمل ولم يستخدم في إقامة دينه، وإعلاء كلمته وتمهيد سلطانه، وحماية شعاره، وحفظ قبلة موحَّديه إلا أنت؟ هذا وفي الأرض من هو أحق للنُّبَّوة قَرَابه، ومن له المملكة وراثة، ومن له في المال كثرة، ومن له في العدد ثروة، فأقعدهم وأقامك، وكَسَّلهم ونشِّطك، وقبضهم وبسطك، وحَبَّبَ الدنيا إليهم، وبَغَّضها إليك وصعَّبها عليهم وَهوَّنها عليك، وأمسك أيديهم وأطلق يدك، وأغمد سيوفهم وَجرَّد سيفك، وأشقاهم وأنعم عليك، وثبَّطهم وسّيرك " ولو أراد والخروج لأعدوا له عُدَّة ولكن كره الله انبعاثهم فثبطهم وقيل اقعدوا مع القاعدين" (التوبة، آية: 46). نعم، وأخرى أهمُّ من الأولى أنه لما اجتمعت كلمة الكفر من أقطار الأرض وأطراف الدنيا ومغرب [1] المصدر نفسه ص 170. [2] كتاب الروضتين (4/ 179).
(3) المصدر نفسه (4/ 181) ..
نام کتاب : صلاح الدين الأيوبي وجهوده في القضاء على الدولة الفاطمية وتحرير بيت المقدس نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 595