responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : عصر الدولة الزنكية نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 315
لتعليمهم بأجر، أو إحضار مؤدبين يعلمونهم في بيوتهم، وقد اهتم روّاد التعليم في العهد الزنكي بإنشاء هذا النوع من الكتاتيب وأكثروا منها في بلادهم، وأوقفوا عليها الأوقاف الكثيرة للصرف عليها رغبة في الأجر، وحرصاً على نشر العلم، وقد أطلق على هذا النوع من الكتاتيب (مكاتب الأيْتام) أو مكاتب السَبيْل وقد خصّ ابن عساكر هذا النوع من الكتاتيب في حديثه عن أعمال الملك نور الدين محمود الخيرية فقال: ونصَّب جماعة من المعلمين لتعليم يتامى المسلمين وأجرى الأرزاق على معلميهم، وعليهم بقدر ما يكفيهم [1]، كما تحدث ابن جبير عن واحد من هذه الكتاتيب في دمشق، ووصفه بقوله: وللأيتام من الصبيان محضرة كبيرة بالبلد لها وقف كبير يأخذ منه المعلم لهم ما يقوم به، وينفق منه على الصبيان ما نقوم بهم وبكسوتهم [2].
كما كان كثير من المحسنين في العهد الزنكي يبنون المدارس وبجانبها مكاتب الأيتام حتى إذا أتمَّ الصبي تعليمه في الكُتَّاب، انتقل إلى المدرسة - إن رغب في مواصلة دراسته وله الجراية المستمرة أو النفقة الواسعة إلى أن يُنهي دراسته، ومن ذلك ما قام به الأمير مجاهد الدين قَايْمَاز والي القلعة في الموصل المتوفى سنة 595هـ (1199م) إذ أنشأ مكتباً للأيتام بالموصل بجانب مدرسته التي بناها على دجلة [3] وقد شاع ذلك العمل الخيري في كثير من المدن الزنكية حيث وجد العشرات من الكتاتيب تُنشأ ملاصقة للمدارس، أو قريبة منها [4] وقد قامت تلك الكتاتيب بأثر بارز في تنشئة الأطفال، وتربيتهم تربية إسلامية صحيحة، مع تعليمهم مبادئ القراءة والكتابة وجانباً من العلوم الإسلامية المُتفقة مع قدراتهم لتكتمل تنشئة الصبية على أسس إسلامية متينة [5]. وهكذا نرى أن للأطفال نصيب في المشروع الإسلامي النهضوي الذي قاده نور الدين للتصدي للأخطار الباطنية والغزو الخارجي، والسير على نهج الإحياء الإسلامي السني الكبير.
7 - المكتبات: تعد المكتبات القاعدة التي تستند عليها مختلف الجهود الثقافية في أي عصر من العصور، أو مجتمع من المجتمعات لدرجة أنه يمكن اتخاذها في كثير من الأحيان المعيار الذي يُحكم به على تقدم هذا المجتمع أو ذلك العصر وقد كانت المكتبات بمثابة دور التعليم في شتى العصور الإسلامية، وهيئات ينفق عليها الملوك، والأمراء، والأثرياء، والعلماء، لنشر العلم بين الناس، خصوصاً في وقت لم يكن للطباعة أي وجود، وكانت الكتب تنُسخ على أيدي نسّاخ متخصصين في هذا العمل، فكان يتعذر على الكثيرين من طلاب العلم اقتناء الكتب لقّلة عدد نسخها وارتفاع أسعارها، لأنها تنُسخ باليد، ومن هنا نشأت فكرة جمع

[1] الرحلة ص 245.
[2] وفيات الأعيان (4/ 82،83) الحياة العلمية ص 121.
[3] الحياة العلمية ص 121.
[4] الحياة العلمية ص 121.
[5] الحياة العلمية ص 121.
نام کتاب : عصر الدولة الزنكية نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 315
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست