نام کتاب : عصر الدولة الزنكية نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 314
رباط الشهرزوري، وقرر له صاحب الموصل راتباً، ولم يزل هناك حتى توفي [1].
وقد قامت الخوانق والربط في عهد نور الدين بدور كبير في الجهاد وجمع المعلومات وتحريك العامة والدعاء للجيوش الإسلامية، ومقاومة التشيع الرافضي، وتعليم الجهّال أمور دينهم، وكانت الدولة النورية تشرف على ذلك وتوظف هذه الطاقات لخدمة مشروع النهوض. وكان للخانقاه عادة شيخ يتولى نظارتها والإشراف عليها يُسمى شيخ الشيوخ وقد اشترط الفقهاء فيمن يتولى هذه المناصب شروط عدة وآداب تؤهله لذلك منها ما ذكره السبكي من أنه لابد أن يتمتع بقسط وافر من العلم والحلم، وأن يتحمل الأذى والضيم على نفسه، وأن يكون حسن التلفظ، حريصاً على الصلاة والذكر، وتلاوة القرآن الكريم، وأن يحرص على تعليم مريديه العلم النافع، متدرجاً بهم بالأهون فالأهون، مبتعداً بهم عن الألفاظ التي يصعب عليهم معرفتها [2]. وكان الملك نور الدين قد عهد هذا المنصب للفقيه عماد الدين عمر بن علي بن حموية المتوفي سنة 577هـ/1181م [3]. وكان قد قدم دمشق في أيامه، ولم يلبث أن آنسى منه نور الدين علماً وزهداً، ففوض إليه سنة 563هـ/1167م) مشيخة الخوانق والرُبُط في كل من دمشق، وحمص وحماة، وحلب، وبعلبك [4] ومنُذ أن تولى الشيخ عمر بن حموية هذا المنصب أطلق عليه لقب شيخ الشيوخ وهو اللقب الذي عرف به شيخ الصوفية أو ناظر الخوانق منُذ ذلك الوقت [5].
6 - الكَتَاتيب: الكَتَاتِيْب أو الكُتَّاب: يطلق على المحل الذي يتعلم به الصبيان وكانت تقوم مقام المدارس الابتدائية في وقتنا الحاضر، وقد اتخذ المعلمون في العهد الزنكي زوايا بالمساجد وغرفاً ملاصقة لها لتعليم الأطفال القرآن الكريم ومبادئ الدين الإسلامي في شتى المدن الزنكية من ذلك الحلقة الكوثريّة والمجتمع السُّبعي وكلاهما في الجامع الأموي [6]، ويبدو أن السبب في اتخاذ المساجد أمكنة لتعليم الصبيان يعود إلى أن كثيراً من معلميهم كانوا يعتكفون في هذه المساجد، وكان يحترفون هذه المهنة ليضمنوا منها كسب عيشهم، وهم مقيمون على عبادتهم في المساجد فلزم حضور الصبية إليهم وبجانب الكتاتيب أخرى قامت مستقلة عنها، وقد أنشئ هذا النوع لتعليم الأيتام الذين فقدوا عائلهم أو الأطفال غير القادرين من أبناء المسلمين من الفقراء الذين لم يكن في وسع ذويهم إرسالهم إلى الكتاتيب [1] معيد النعم ص 97 الحياة العلمية ص 137. [2] العبر الذهبي (3/ 74) الحياة العلمية ص 137. [3] الدارس (2/ 153،154) الحياة العلمية ص 137. [4] الحياة العلمية ص 138. [5] المصدر نفسه ص 119. [6] تاريخ دمشق نقلا ًعن الحياة العلمية ص 120.
نام کتاب : عصر الدولة الزنكية نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 314