responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : فاتح القسطنطينية السلطان محمد الفاتح نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 168
الدراسات العليا في الكليات حيث كانوا يقومون بتدريس علوم الشريعة الإسلامية وأصول الدين ولذلك كانوا أكثر التفافاً برجل الشارع وأكثر تفاهماً وتعاطفاً وتجاوباً مع الأهلين [1].
12: (حذارِ حذارِ لايغرنك المال ولا الجند وإياك أن تبعد أهل الشريعة عن بابك، وإياك أن تميل إلى أي عمل يخالف أحكام الشريعة فإن الدين غايتنا والهداية منهجنا وبذلك انتصرنا):
إن السلطان محمد الفاتح يحذر وليه من بعده أن ينغمر بالمال أو الجند ويبين له خطورة ابعاد العلماء والفقهاء عن الحاكم، كما يحذره من أن يخالف أحكام الشريعة، لأن ذلك يجلب للأفراد والأمة تعاسة وضنكاً في الدنيا وهلاكاً وعذاباً في الآخرة وإن آثار الابتعاد عن شرع الله وأحكامه تبدو على حياة الأمة في وجهتها الدينية والإجتماعية والسياسية والإقتصادية.
وإن الفتن تظل تتابع وتتوالى على الناس حتى تمس جميع شؤون حياتهم قال تعالى: {فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم} (سورة النور، الآية: 13). إن من الآثار عن الابتعاد عن أحكام الشريعة أن تصاب الأمة بالتبلد وفقد الاحساس بالذات وموات ضميرها الروحي فلا أمر بمعروف تأمر به ولا نهي عن منكر تنهى عنه ويحدث لها ماحدث لبني إسرائيل عندما تركوا الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر قال تعالى: {لعن الذين كفروا من بني إسرائيل على لسان داود وعيسى ابن مريم ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون، كانوا لايتناهون عن منكر فعلوه لبئس ما كانوا يفعلون .. } (سورة المائدة، الآيات 78 - 79).
فإن أي أمة لا تعظم شرع الله أمراً ونهياً فإنها تسقط كما سقط بنو إسرائيل: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (كلا والله لتأمرن بالمعروف ولتنهون عن المنكر ثم لتأْخُذْنَّ ثم لتأْخُذْنَّ على يد الظالم ولتأطرنه على الحق اصراً، ولتقصرنه على الحق قصراً أو ليضربن الله على قلوب بعضكم ببعض ثم ليلعنكم كما لعنهم) [2].

[1] المصدر السابق نفسه (1/ 466).
[2] سنن ابوداود، كتاب الملاحم، باب الأمر بالمعروف رقم الحديث 4670.
نام کتاب : فاتح القسطنطينية السلطان محمد الفاتح نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 168
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست