نام کتاب : فقه التمكين عند دولة المرابطين نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 32
ج - الصفات العقلية التى ظهرت فى شخصية ابن ياسين:
1 - القدرة على الفهم والاستيعاب: استطاع ابن ياسين أن يفهم ويستوعب المناهج العِلمِيَّة التى كانت فى زمانه من فقه وحديث ولغة وأصول وغيرها من العلوم حتى تأهَّل لأن يكون أهلاً لحمل الرسالة التى كلَّفه بها شيوخه، كما انجلى لى قدرته على فهم واقعه الذى يريد تغييره وحدد أولويات المرحلة التى هو فيها وشرع فى إصلاحها، كما أنه استوعب الظروف السياسية فى زمانه, واستطاع أن يستفيد منها لدعوته.
فينبغى على العاملين فى الدعوة الإسلامية أن يكون لهم وعى سياسى بواقعهم، وخبرة بالأساليب الحركية والتنظيمية, ومهارة فى التخطيط المنظم المتزن حتى نستطيع أن نواجه العدوان الشرس المُوجَّه لأمتنا الإسلامية ونتصدى له بأسلوب كله حكمة وحنكة.
ومن هنا يتوجب على الأخ الداعية، أن تكون عنده قدرة على الفهم والتجارب والسرعة فى التنفيذ، وأن يتسلح بالمعرفة التامَّة، وأن يفهم دعوته حق الفهم كى يستطيع أن يُبلغَها حق التبليغ، قال عمر - رضي الله عنه -: «لست بالخِبِّ, ولا الخِبُّ يخدعني».
2 - النظر الثاقب والقدرة على الوصول للقرار الحاسم دون تردد:
ويظهر ذلك فى سيرة الفقيه عبد الله بن ياسين عندما طلب فقهاء سجلماسة ودرعة فى عام 447هـ منه القدوم ليخلصهم من الحكام والطغاة الظلمة من زناتة المغراويين، ومن أميرهم مسعود بن أنودين، فجمع ابن ياسين شيوخ قَومه وقرأ عليهم رسالة فقهاء سجلماسة، فأشاروا عليه بمدِّ يد العون لهم، وقالوا له:
«أيها الشيخ الفقيه هذا ما يلزمنا فسر على بركة الله»؛ فأخذ قراره الحاسم, وتحركت جموع المرابطين فى شهر صفر سنة 447هـ إلى بلاد درعة، واشتبكت مع المغراويين الذين انهزموا أمام المرابطين وتشتت جموعهم, ودخل ابن ياسين سجلماسة، وأصلح أحوالها وقدَّم عليها عاملاً من أتباعه وجعل فيها حامية من جنوده ورجع إلى الصحراء [1].
فعلى العاملين فى الدعوة الإسلامية, الاتصاف بصفة النظر الثاقب، وسرعة اتخاذ القرار الحاسم دون أى تردد، ودون أى ريب، لأن الداعية الربانى ينظر بنور الله، وهذا النُّور الإلهي، إذا حلَّ فى قلب المؤمن يولِّد فيه البصيرة الثاقبة, التى يعرف بها الحقائق، [1] تاريخ المغرب والأندلس فى عصر المرابطين, حمدي عبد المنعم، ص (42).
نام کتاب : فقه التمكين عند دولة المرابطين نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 32