responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : فقه التمكين عند دولة المرابطين نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 165
المبحث الثالث
النظم العسكرية
تمهيد:
صفات المجاهدين فى سبيل الله:
إن الجهاد فى سبيل الله عظيم الكلفة والمشقة على النفس البشرية، قال تعالى: {كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ وَهُوَ كُرْهٌ لَّكُمْ وَعَسَى أَن تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ} [البقرة:216].
ولذلك لم يستطع أن يقوم بالجهاد الإسلامى على أصوله الصحيحة إلا من رزقه الله صفات تجعله أهلاً للقيام بهذه العبادة الكريمة.
والأصل العظيم الذى تنبثق منه كل صفات المُجَاهِدين سواء كانوا قادة أو جنودًا، أو صفات الجيش كله هو الإيمان بالله العلى العظيم الذى بقوته تقوى صفات المُجَاهِدين، وبضعفه تضعف تلك الصفات الرفيعة فى القادة والأفراد والجيش على حد سواء، ولذا قال ابن تيمية رحمه الله: «وإذا كان أولياء الله هم المؤمنين المتقين فبحسب إيمان العبد وتقواه تكون ولايته لله تعالى، فمن كان أكمل إيمانًا وتقوى، وكان أكمل ولاية لله، فالنَّاس متفاضلون فى ولاية الله عز وجل بسبب تفاضلهم فى الإيمان والتقوى» [1].
والذى يكون إيمانه أكمل يحقق عبوديته لله أكثر، فيكون وقته كله عبادة وصبرًا وعلمًا وتذكرًا وتقوى وإحسانًا وإخلاصًا واعتزازًا بدينه [2]، قال تعالى: {أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ آنَاءَ اللَّيْلِ سَاجِدًا وَقَائِمًا يَحْذَرُ الآَخِرَةَ وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ قُلْ هَلْ يَسْتَوِى الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لاَ يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الألْبَابِ - قُلْ يَا عِبَادِ الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا رَبَّكُمْ لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا فِى هَذِهِ الدُّنْيَا حَسنة وَأَرْضُ اللهِ وَاسِعَةٌ إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ - قُلْ إِنِّى أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ اللهَ مُخْلِصًا لَّهُ الدِّينَ - وَأُمِرْتُ لأنْ أَكُونَ أَوَّلَ الْمُسْلِمِينَ} [الزمر: 9 - 12].
إن زعماء المرابطين فى تاريخهم المجيد حرصوا على تربية شعبهم المُجَاهِد
على صفات المُجَاهِدين سواء على مستوى الأفراد أو القادة أو الجيش أو الشعب.

[1] الفتاوى (ج11/ 175).
[2] انظر: الجهاد فى سبيل الله، د. عبد الله القادري، (ج2/ 5).
نام کتاب : فقه التمكين عند دولة المرابطين نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 165
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست