responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : فقه التمكين عند دولة المرابطين نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 166
أ - صفات القائد العسكرى عند المرابطين:
إذا نظرنا فى سيرة قادة المُجَاهِدين فى دولة المرابطين نجد أن خيار قادتهم تميَّزوا بصفات أهَّلَتهم لقيادة الجيوش وتحقيق النصر وإلحاق الهزائم بالأعداء، ومِن أشْهر أولئك القادة الذين تميَّزوا بصفاتهم القيادية أبو بكر بن عمر، ويحيى بن عمر، ويوسف بن تاشفين, وأبو مُحَمَّد مزدلي, وسير بن أبى بكر، وأبو عبد الله مُحَمَّد بن الحاج، وداود ابن عائشة، وعبد الله بن فاطمة وغيرهم كثير.
نلاحظ أنهم تميَّزوا بأمور أهمها:
1 - الإكثار مِن طاعة الله وإعداد النفس لتحمُّل المشاق:
حيث تربَّوا على حسن صلتهم بربهم الذى يمدهم بالعون بقدر ما يحققون له العبودية؛ فكان لهم حظ مِن القرآن والصيام والقيام وحسن الصلة والإنفاق فى سبيل الله، وكان لتربية عبد الله بن ياسين لهم فى رباطه أثر كبير لازمهم على طول حياتهم، فكان فى مرحلة التكوين يُربِّى أتباعه على الذكر والتوكُّل على الله, والصبر على الأذيَّة فى سبيل الله، وكان يعلِّمهم أساليب إتعاب النفس فى ذات الله حتى تستطيع أن تتحمل المشاق فى سبيله، وكان منهجه فى ترسيخ هذه المعانى فى نفوس أتباعه القرآن الكريم:
{يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ - قُمِ اللَّيْلَ إِلاَّ قَلِيلاً - نِصْفَهُ أَوِ انقُصْ مِنْهُ قَلِيلاً - أَوْ زِدْ عَلَيْهِ وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلاً - إِنَّا سَنُلْقِى عَلَيْكَ قَوْلاً ثَقِيلاً - إن نَاشِئَةَ اللَّيْلِ هِيَ أَشَدُّ وَطئًا وَأَقْوَمُ قِيلاً - إن لَكَ فِى النَّهَارِ سَبْحًا طَوِيلاً - وَاذْكُرِ اسْمَ رَبِّكَ وَتَبَتَّلْ إِلَيْهِ تَبْتِيلاً - رَبِّ الْمَشْرِقِ وَالمَغْرِبِ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ فَاتَّخِذْهُ وَكِيلاً - وَاصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ وَاهْجُرْهُمْ هَجْرًا جَمِيلاً} [المزمل:[1] - 10].
يقول سيِّد قطب رحمه الله فى «ظلاله» فى ترسيخ هذه المعانى فى نفوس الدعاة: «إن الذى يعيش لنفسه قد يعيش مستريحًا ولكنَّه يعيش صغيرًا ويموت صغيرًا، فأمَّا الكبير الذى يحمل العبء فماله والنَّوم، وماله والراحة، وماله والفراش الدافئ، والعيش الهادئ، والمتاع المريح، ولقد عرف رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - حقيقة الأمر وقدَّره، فقال لخديجة -رضى الله عنها- وهى تدعوه أن يطمئن وينام: «مضى عهد النوم يا خديجة» أجل مضى عهد النوم, وما عاد منذ اليوم إلا السهر والتعب والجهاد الطويل الشاق» [1].

[1] انظر: فى ظلال القرآن (ج6/ 3744).
نام کتاب : فقه التمكين عند دولة المرابطين نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 166
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست