responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : نزهة الأنظار في عجائب التواريخ والأخبار نویسنده : مقديش، محمود    جلد : 1  صفحه : 291
فانقطعت قلوب العسكر، ففي تلك الليلة رجع السلطان إلى الدّيار المصرية هاربا [317] وصحبه الأمراء والخليفة مع كلّ أمير مملوكان أو ثلاثة، وليس معهم خيل ولا قماش، وتشتّت بقية العسكر حفاة عراة، وأما أهل دمشق فلم يشعروا برجوع السّلطان، فأصبحوا ورأيهم جميعا على مناشبة الحرب، فركبوا الأسوار وأعلنوا بالنداء يستحث بعضهم بعضا على الجهاد وتراموا على التتار من فوق الأسوار وقتلوا منهم وغنموا من خيلهم، فكانت بينهم مقاتلة هائلة حتى قتلوا من التتار نحو ألف فارس وآخر النهار حضر اثنان من أصحاب تيمورلنك ينادي أحدهما بطلب الصلح [318] وأن يحضر أحد ممن يعقل حتى يكلّمه الملك، فوقع الإختيار على إرسال القاضي [برهان الدين] ابن مفلح الحنبلي [319]، فغاب ثم رجع فأخبر أنه اجتمع بتيمورلنك، وأنه / تلطّف معه وقال له: هذه بلد الأنبياء، وقد أعتقتها صدقة عن أولادي، وأخذ ابن مفلح يحلّ عزائم الناس حتى صاروا فرقتين، فرقة ترى ما يراه القاضي من بذل الطّاعة، وهم الفقهاء، وفرقة باقية على المحاربة وهم سواد الناس [320] فباتوا تلك الليلة على حالتهم تلك ثم أصبحوا وقد غلب رأي ابن مفلح، ومن عادة تيمور إذا أخذ بلدا صلحا أن يخرج إليه أهل البلد من كلّ نوع تسعة أشياء ويسمّون ذلك الظفران [321]، فطلب منهم تجهيز ذلك، وهمّوا بإخراجه من باب النصر، فمنعهم نائب القلعة وهدّدهم بإحراق البلد، فأعرضوا عن ذلك وتدلّوا من أعلى السّور فباتوا في محيّم تيمورلنك، ورجعوا وقد تقرّر منهم قضاة ووزير ومستخرج

[317] تطابق هذه الرواية رواية ابن عربشاه التي اعتمدها L. Bouvat في مقاله في دائرة المعارف، أما ابن خلدون الذي عاش الأحداث كما أشرنا فإنه يقول «ثم نمى الخبر إلى السلطان وأكابر أمرائه أن بعض الأمراء المنغمسين في الفتنة يحاولون الهرب إلى مصر للثورة بها، فأجمع رأيهم للرجوع إلى مصر خشية من انتفاض الناس وراءهم واختلال الدولة بذلك» كتاب العبر 7/ 1201.
[318] مرّ ابن خلدون عن الحرب بين أهل دمشق وتيمورلنك وكتب أن أهل دمشق لمّا علموا أن السلطان رجع إلى مصر اتفقوا على طلب الأمان 7/ 1202.
[319] هو برهان الدين إبراهيم بن محمد بن مفلح الراميني الأصل ثم الدمشقي (749 - 803/ 1389 - 1400 م) «وكان يحسن اللغتين التركية والفارسية ولعلّهم لذلك اختاروه للسفارة» أنظر هامش كتاب العبر 1 - 7/ 1202، ووقعت بينه وبين عبد الجبار المعتزلي أمام تيمور مناظرات وإلزامات بحضرة تيمورلنك فأعجبه ومال إليه فتكلّم معه في الصلح فأجاب إلى ذلك ثم غدر فتألّم صاحب الترجمة إلى أن توفي. . . شذرات الذهب 7/ 22 - 23.
[320] حسب ابن خلدون وقعت المناشبات قبل خروج القاضي إلى تيمورلنك، ووافق القضاة والفقهاء على طلب الأمان، ورفض نائب القلعة وأنكره عليهم. نفس المرجع.
[321] سمّاها ابن خلدون: «التقدمة» كتاب العبر 7/ 1202.
نام کتاب : نزهة الأنظار في عجائب التواريخ والأخبار نویسنده : مقديش، محمود    جلد : 1  صفحه : 291
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست