responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : نزهة الأنظار في عجائب التواريخ والأخبار نویسنده : مقديش، محمود    جلد : 1  صفحه : 290
ثمّ توجّه نحو المماليك الشامية / ففي سنة ثلاث وثمانمائة [312] أصبح تيمورلنك محيطا بحلب، فتقابل التتار مع أهلها، ثم ان النواب وغالب عسكر المماليك برزت إليهم، فأخذ نائب الشام الميمنة، ونائب حلب الميسرة، وبقية النوّاب بالقلب، وقدّموا العامة بين أيديهم فزحف عليهم تيمور بجيوشه، فما لبثوا غير ساعة ثم ولّوا مدبرين نحو البلد، فاقتحمت عسكر التتار المدينة، فجاسوا خلال الدّيار فالتجأت المخدّرات [313] إلى المساجد فمالوا عليهن وقرنوهن في الحبال، وشرعوا في قتل الأطفال ونهب الأموال، وتخريب المنازل وافتضاض الأبكار، فاستمرّ الأمر على ذلك من يوم السّبت إلى يوم الثلاثاء، وقد تحصّن بالقلعة النوّاب مع خلق كثير، فتوجّهوا نحوهم بردم الخندق ونقب الأسوار، فنزل دمرداش نائب حلب في طائفة الأمراء من القلعة يطلبون الأمان فأجابهم تيمورلنك وخلع عليهم فاطمأنّت نفوسهم، فنزل بقيّة أصحابهم من القلعة كلّ طائفة مع نائبها فقرنهم في الأصفاد، فأقام بحلب نحو شهر [314] وأصحابه في نهب وإفساد، وهدّم حلب وقراها وقطع أشجارها وقلع أحجارها وبنى من رؤوس القتلى منارا مرتفعا دوره نيف وعشرون ذراعا وارتفاعه نحو العشرة أذرع، وبنى عدة منائر مثل تلك ثم تركها خاوية على عروشها.
وفي اليوم السّادس من جمادى الأولى دخل السلطان فرج بن برقوق صاحب مصر / إلى دمشق، فأقام بها يومين وخرج في اليوم الثالث فخيّم [بساحة قبّة يلبغا] [315] ثم ظهر في أثناء النّهار بعض جماعة على الخيل مما يلي عقبة دمر من عسكر تيمور مقدار ألف فارس، فخرج إليهم من العسكر دون المائة فارتفعوا معهم، فانكسر أصحاب تيمور [316] كسرة قوية ثم إنهم مسكوا من عسكر السلطان فرج ثلاثة فرسان وأضرموا تلك الليلة نارا كثيرة، فخيّل للسلطان أن التتار ملأ الأرض بقدر أماكن النار، وأخذ تيمور اثنين من الأسارى وسلخهم وشواهم على النار، وأطلق الثالث فرجع وأخبر السلطان بذلك

[312] 1400 - 1401 م.
[313] ج مخدّرة أي الملازمة للبيت.
[314] في دائرة المعارف: «3 أيام».
[315] في الأصول: «بقية بليغيا» والمثبت من كتاب العبر 7/ 1201.
[316] قال ابن خلدون الذي كان شاهدا حاضرا لهذه الأحداث، «ويئس الأمير تمر من مهاجمة البلد، فأقام بمرقب على قبّة يلبغا يراقبنا ونراقبه أكثر من شهر، تجاول العسكران في هذه الأيام مرات ثلاثا أو أربعا، فكانت حربهم سجالا» نفس المرجع.
نام کتاب : نزهة الأنظار في عجائب التواريخ والأخبار نویسنده : مقديش، محمود    جلد : 1  صفحه : 290
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست